الحس المدي

جمال أوكيلي
06 جوان 2018

 

باقتراب فصل الصيف بدءا من 21 جوان القادم، ترتفع درجات الحرارة بالجنوب بشكل يختلف عن الأيام السابقة، من ناحية التغيّر المحسوس في المناخ المتعوّد عليه، وبالتوازي مع ذلك إرتأينا أن نفتح ملف النظافة في عينات من الولايات بهذه المناطق حتى نعرف ما مدى حرص الجماعات المحلية على حماية صحة المواطن من الآثار المترتبة عن الرمي العشوائي للنفايات، في كل زاوية من الأحياء السكنية أو في نقاط أخرى محلّ مرور المواطن يوميا بجانبها.
وأولوية الجهات المحلية المسؤولة في هذا الشأن هو التحضير المسبق لتفادي أي مضاعفات ناجمة عن تراكم النفايات، خاصة على الصعيد الصحّي وهذا من خلال إزالة كل ما من شأنه التأثير في الحياة اليومية، للمواطن وتعكير صفو انشغالاته، جرّاء ما يقف عليه من تلويث المحيط بطريقة غير حضارية وبسلوك مناف لحدّ أدنى من التفاعل مع أبجديات مع ما تتطلّبه أو تفرضه المدينة من التحلي بقيم النظافة.
في هذا الملف الذي أمامنا سنعرض عينات حيّة من ولايات الجنوب للاطلاع على مدى ما أنجز من أشغال في هذا الإطار ونعني بذلك التحضير الجيد لاستقبال فصل آخر ليس كباقي الفصول في جنوبنا الكبير يستدعي الكثير من الشروط الصارمة في مجال النظافة حتى لا يظهر أي طارئ يذكر أو أشياء لم تكن في الحسبان نتيجة عدم التكفل بالوسط الذي يعيش فيه الناس.
وهذه النظرة القائمة على استباق الأحداث والتكيّف مع الواقع والتكفّل بتداعياته، قبل بلوغه أو الوصول إليه، إنما تترجم ذلك الإدراك الكامل، لما قد ينجم عن أي تهاون في هذا الإطار المتوجّه إلى حماية صحة المواطن قبل كل شيء.
لأن الكثير يشتكي اليوم من تحوّل النفايات للأسف إلى ديكور بالأحياء توضع عند مدخل العمارة أو السكن أو قبالته، بصفة فوضوية لا تخضع لأي منطق ما عدا الذهنية الضيقة لبعض الناس الذين يرفضون التنقل إلى نقاط بعيدة للرمي بها، وإنما يريدون أن تكون قريبة متناسين إفرازاتها الخطيرة.
وعليه، لابد وأن تكون مدننا في الجنوب نظيفة، ولا خيار لنا إلا هذا.. وأولوياتنا في كل البرامج المسطرة.. وهنا يظهر جليا المهام المخولة للجماعات المحلية في أن تكون في مستوى الحدث، قائمة على شؤون المواطن في هذا المجال وهذا بإبعاد عنه كل ما يسبّب له متاعب صحية جرّاء الانتشار غير العقلاني للنفايات.
ويتجلى أكثر هذا الاهتمام، في السعي للعمل وفق نظرة جديدة تتجاوز الطرح الإداري، والمقصود من ذلك هو الانخراط في مسلك جديد يتوجّه إلى الإنسان في المقام الأول ..هذا لا يعني أبدا إعفاءه من مسؤوليته وإنما المطلوب منه أن يكون شريكا أساسيا ومؤثرا في هذه العملية، من خلال مساعدة الطرف الآخر على تحقيق هذه الوثبة الحضارية.
هذا ليس كلاما ديماغوجيا أو طوبويا، وإنما هو الواقع الذي نعيشه علينا أن نكون واعين بذلك، ولا يتأتى هذا إلا إذا كان ذلك مبنيا على رؤية منسجمة ضمن إطار المجتمع المدني، عبر جمعياته المتنوعة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024