فاجأ المدرب زين الدين زيدان متتبّعي الكرة العالمية وأنصار ريال مدريد بقرار الاستقالة من تدريب النادي «الملكي» رغم النجاح الباهر الذي ناله بتتويجه 3 مرات متتالية بكأس رابطة الأبطال الأوروبية..إنجاز غير مسبوق في تاريخ المنافسة.
ويرى كل المحلّلين أنّ «زيزو» درس الوضعية بشكل معمّق قبل أن يتّخذ مثل هذا القرار من خلال رؤيته الذكية لكل الأمور المتعلّقة بشؤون الكرة، والتي تسمح له البقاء دائما في «القمّة» لدى الأنصار وإدارة ناديه بعد أن صنع أفراح الريال وكسب قلوب الملايين بطريقته في تسيير الشؤون الفنية بتواضع وفعالية.
فبعد أن وصل إلى كل هذه الانجازات في وقت قياسي مع مجموعة من اللاعبين الذين «ساروا» معه في ديناميكية «أذهلت» المتتبّعين، تنتظر «الفريق الأبيض» مرحلة جديدة من خلال محاولة تجديد التشكيلة والتي يراها زيدان أن المرحلة تتطلب رؤية مختلفة، ليخرج هذا المدرب من الباب الواسع.
فقد حافظ زيزو على مكانته رغم صعوبة المهمة التي أوكلت له عندما قرّر رئيس النادي فلورنتينو بيريز تعيينه على رأس العارضة الفنية للفريق بعد تراجع نتائجه، وهي المهمة التي قبلها رافعا تحديا جديدا في مسيرته الرياضية، دون تجربة كبيرة كمدرب حيث أن العديد من المحللين لم يكونوا ينتظرون نجاحه في أول الأمر ليؤكّد أنّه بارع في «ميدانه الجيد»، وبأيّة طريقة...
وتوالت الانتصارات بفضل تسييره المحكم لـ «النّجوم» الذين وجدوا ضالتهم مع «المدرّب المتواضع»، الذي كتب صورا جميلة مع الريال عندما كان لاعبا وقرّر الاعتزال رغم أنه كان في المستوى، وعاد ليكتب صفحات مضيئة أخرى كمدرب ليقرّر المغادرة وهو بطل أوروبا للمرة الثالثة على التوالي، وكما أشار رئيس النادي في الندوة الصحفية التي نشّطها مع «زيزو» أول أمس «تفاجأت للقرار، لكنني أعرف أنه إذا قرر شيئا فإنه لن يتراجع عليه».
كما أن تصريحات اللاعبين الذين أدّوا، ربما أحسن فترة في مشوارهم الرياضي رفقة زيدان، تصب كلها في المنحى الايجابي وتحمل كلمات «تعلّمنا الكثير إلى جانبه»...