رغم الحملات التحسيسية المتكررة والنصائح المتعددة التي تتداول طيلة السنة، إلا أن ظاهرة رمي الخبز “تبقى سارية”، وأكثر من هذا فإن درجتها تتضاعف خلال شهر رمضان في صور مؤسفة وتطرح عدة تساؤلات.
نتابع ونشاهد يوميا كميات “هائلة” من مادة الخبر المدعم ترمى في أماكن وضع القمامة أو في الأزقة والشوارع في ظل ديكور عنوانه “التبذير واللامبالاة” حتى أننا نشاهد أن أشخاصا “تخلصوا” من هذه المادة ليس كقطع، وإنما كما اشتروها من المخبزة؟
في كل مرة ننتطلع بتفاؤل لتراجع هذه الظاهرة السلبية، الا أن الوضع
«يزداد سوءا” بسبب تصرفات وسلوكات غير حضارية يقدم عليها المستهلك الذي “يتشهى” مختلف أنواع الخبز طيلة اليوم في الشهر الفضيل..فبالإضافة إلى المخابز التي يتفنن اصحابها في تقديم “مختلف الأشكال والأنواع” خلال رمضان، فإن المنافسة قوية أيضا بوجود الخبز التقليدي الذي يباع على الأرصفة وبمحاذاة الأسواق...
لذلك فإن الاختيار واسع بالنسبة للمستهلك الذي قد يجد مفاجأة سارة أخرى في “ملف الخبز اليومي” من خلال تحضيره بالمنزل، الأمر الذي سيضاعف من الكمية المتواجدة على الطاولة، وبالتالي حدوث ارتفاع نسبة رمي الكثير من هذا الخبز المتراكم بسبب عدم “التخطيط” الجيد لتسيير واستهلاك هذه المادة الحيوية.
وبالتالي، فإنّ المصالح المعنية بالنظافة تقدم في كل مرة أرقاما “مخيفة” عن رمي مادة الخبز، وتذكّرت في حوار جمعني بأحد الجيران حول هذه الظاهرة وسبب وجود كل هذه الكميات في “المزابل”، ردّ قائلا: “صدّقني، أحرص دائما على عدم الوقوع في فخ التبذير، لكنني لم أجد الحل المناسب منذ بداية رمضان الحالي حيث عندما أشتري كمية قليلة، فانها لا تكفي، وقررت إضافة الكمية لأجد نفسي مضطرا لرمي بعض القطع بمرارة كبيرة”.
بالفعل يمكن أن تكون هذه الحالة “يتقاسمها الكثير من المستهلكين، لكن هناك حلول عملية سهلة، وبإمكانها كبح التبذير بصفة كبيرة بـ “استغلال “ الخبز المتبقى في تحضير أكلات عديدة من طرف ربات البيوت لتكون الفائدة عامة، ويتجسّد مفهوم اقتصاد العائلة.