أصدرت منظمات (غير حكومية) تقارير بخصوص تعامل الجزائر مع المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء تتهمها فيها بالإخلال بالتزاماتها الدولية اتجاههم والجميع يدرك أن المهاجرين المتواجدين في الجزائر بطريقة غير قانونية ونراهم في محاور المدن الكبرى في رابعة النهار يفند ما تدعيه هذه المنظمات من أنهم يختبئون في منازلهم في تقريرها الذي جاء فيه الكثير من التناقضات، فهي من جهة تتحدث عن أوضاعهم المأساوية ومن جهة أخرى تقول ان لديهم منازل يختبئون بها للإفلات من حملات الترحيل إلى بلدانهم؟! وإذا كان الأمر كذلك أفلا يحق لنا أن نتساءل بدورنا، لماذا لا تكلف هذه المنظمات نفسها عناء البحث عن كيفية حصول هؤلاء المهاجرين الفارين من بلدانهم بحثا عن قطعة خبز وجرعة ماء على المال لاقتناء هذه المنازل؟.
إن هذا ما يثبت وجود شبكات إجرامية تستغلهم فلماذا لا تقوم هذه المنظمات بتقفي أثر هذه الشبكات لوضع الأصبع على الجرح ومعالجة المشكل من المنبع بدل اجترار التقارير حول التدابير التي اتخذتها الجزائر للتعاطي مع معضلة الهجرة غير الشرعية التي أصبحت تقلق الجميع ولا بأس أن نذكّر بالبيان الختامي للدورة 11 لمجلس الشراكة (الجزائر – الاتحاد الأوربي) الذي أكد على أن الجانبين سيواصلان جهودهما لمحاربة الشبكات الإجرامية التي تقف وراء الاتجار بالبشر ولا ننسى بتامناسبة أن الاتحاد الأوروبي نفسه اتخذ إجراءات صارمة لمواجهة الظاهرة عندما أعلن حربا على تلك الشبكات وأوفد قطعا حربية بحرية إلى المياه الليبية وهدد بضرب وتدمير القوارب التي تستعمل في تهريب المهاجرين نحو شواطئه ؟ ولكن لم نسمع صوتا لهذه المنظمات (غير الحكومية) التي تغمض أعينها عن مطاعم الرحمة التي تعج بأولئك المهاجرين ساعة الإفطار في هذا الشهر الكريم وتلك المشاهد الرائعة للتضامن وهم يتقاسمون موائد الفطور مع إخوانهم الجزائريين دون أن يسألهم أحد لا عن دينهم ولا لونهم ولا البلد الذي قدموا منه؟
إنها السياسة ورائحتها تفوح من هذه التقارير الموجهة والمغرضة، فهل من الصدفة أن تتزامن مع الحملة التي تشنها الجارة الغربية على بلادنا؟ علما أن المملكة المغربية تربطها علاقات حميمية مع بعض مؤسسيها ومنظريها من أمثال برنار كوشنير الذي لا يفوت فرصة إلا وأعلن فيها إعجابه بحكمة وحنكة الملك محمد السادس وبطرحه حول الحكم الذاتي لحل القضية الصحراوية؟! والكل يعلم أن كوشنير من مؤسسي منظمة "أطباء العالم" "أم.دي.أم" وعندما تطلعنا الموسوعة الحرة "ويكيبيديا" أن هذه المنظمة الفرنسية ترفض الفصل بين العمل الإنساني والسياسة وأن انسحاب كوشنير من منظمة "أطباء بلا حدود" كان بسبب ذلك تتضح الرؤية أكثر حول دوافع هذه المنظمات التي تطلق على نفسها غير حكومية؟!.