يصنع فريق مولودية الجزائر الحدث هذه الأيام، من خلال وضع كل الترتيبات لـ «الحصول» على تشكيلة قوية بإمكانها المنافسة بقوة وفق الهدف الذي رسم، وهو التألق في رابطة الأبطال الافريقية.
إذا كانت الأنظار موجهة نحو الانتدابات «الرنّانة « التي ستعطي الإضافة للعميد، فإن الأهمية تكمن في الاستراتيجية الذكية التي رسمها المدير الرياضي، كمال قاسي سعيد، بإمضاء الحارس الواعد، دعاس، لعقد طويل المدى مع المولودية، حيث تعد هذه الخطوة استثمارا حقيقيا للنادي العاصمي الذي سوف يحتفظ بـ»موهبة « تمكنت من التألق في النادي، وكذا الفريق الوطني لأقل من 20 سنة.
يبدو أن الأندية الكبيرة تحاول عدم الوقوع في نفس الأخطاء التي أثرت على مستواها وأدخلتها في مشاكل فنية كبيرة، عندما «تتناسى» المواهب الشابة التي تتكوّن في الفئات الصغرى للنادي قبل أن يتم تسريحها والجري وراء لاعبين قد لا يكونوا في المستوى ويطلبون أموالا كبيرة في كل مرة.
فالاعتماد على العناصر، التي تكوّنت بالنادي، سيعطي ثماره في المواسم القادمة ويجنّب المسيّرين عددا من المتاعب المالية، من خلال وجود لاعبين بامكانهم تحمّل المسؤولية.
وبدون شك، فإن «هذه السياسة الجديدة والجدية « ستحفز اللاعبين الآخرين على بذل مجهودات كبيرة وانتظار الفرصة لتدعيم الفريق الأول لاحقا.
ففي الماضي كان العميد يعتمد على نسبة كبيرة من اللاعبين الذين تكوّنوا في النادي، مع انتداب لاعب أولاعبين على الأكثر، لاعطاء قوة أكبر للتشكيلة التي تحافظ دائما على طابع مميّز للعب .. وكانت النتائج باهرة بالوصول الى تتويجات قارية. لكن البحث عن «العصافير النادرة بالجملة»، أثّر كثيرا على نتائج النادي في السنوات الأخيرة، حيث كان المدربون الذين تعاقبوا على الفريق يجدون صعوبة كبيرة في وضع الانسجام الضروري، من خلال التغييرات المستمرة للتشكيلة وعدم وجود نظرة متوسطة المدى على الأقل.
إذا كان هذا المثال، تحدثنا عليه بالنسبة للمولودية، فإن أندية أخرى قد «تحرص» على منح الفرصة أكبر للاعبين الذين تكوّنوا في «مدرستها»، مما قد يساهم في ايجاد الحلول التقنية والمادية للعديد من الأندية، من خلال عدم «الاعتماد» فقط على الميركاتو.. وإنما بالعمل «المتكامل» في النادي.
