حضرت خلال هذه الأيام الأولى من شهر رمضان الكريم ل “حوار قوي “ بين شخصين داخل قصابة بأحد الأسواق العاصمية بسبب تصرف زبون “ يشجع “ على عدم احترام الجزار لآليات تقديم اللحم المفروم .. كون الجزار وضع كمية كبيرة محضّرة من هذه المادة في إناء كبير مزيّن ب “ المعدنوس “ لبيعه .
الزبون الأول طلب من الجزار أن يعطيه كمية محددة، الى جانب سؤاله : “ هل اللّحم جديد و جيد ؟ “ .. فرد البائع : “ أه يا سيدي، نحن لا نبيع الا اللحوم الطازجة و ذات نوعية، اللحم المفروم تم تحضيره صباح اليوم “ .. و هنا تدخل الزبون الثاني ليوبخ الزبون الأول قائلا : “ ماذا تنتظر أن يقول لك الجزار حول نوعية اللحم ؟ .. فمن المفروض أن تختار قطعة لحم غير مفرومة، و يقوم الجزار بتحضيرها، لأنك بتصرفك هذا تساعد على الإبقاء على هذا الخطر المتمثل في تحضير اللحم المفروم مسبقا “ .
المهم أن اللقطة تفاعل معها الزبائن الآخرون و أحرجت الجزار كثيرا فاحمر وجهه، و لو أن الزبون الأول أخذ السلعة التي طلبها و انصرف .
و بالتالي، فان “ تشجيع “ المستهلك لتصرفات مثل التي تحدثنا عنها من طرف التجار سوف تزيد من اللامبالاة في أسواقنا من طرف تجار يريدون فرض منطقهم دون مراعاة المقاييس و لا يحرصون على صحة الزبون، خاصة في مادة “ حساسة “ مثل اللحم المفروم الذي يحذر منه كل المختصين في المجال الطبي و الغذائي كونه مادة “ سريعة التلف” و تشكل خطرا حقيقيا على صحة المستهلك ان لم يتم احترام كل “ القواعد “ التي تسمح لنا بطهيها و وضعها في الصحن “ بسلام “.
فرغم التحسن الكبير الذي طرأ على طريقة تقديم اللحم المفروم من طرف اغلب الجزارين و احترامهم للقانون و إتباع طلب الزبون الذي يختار القطعة التي يريدها .. الا أن البعض منهم ما زالوا “يتحايلون “ على الزبون بحجة “ ربح الوقت “ مع الضغط الكبير لطلب هذه المادة في الشهر الفضيل .. و لذلك يحضرون كمية كبيرة منها و يتم بيعها بدون “ أي مشكل “ في حالة وجود “مستهلكين” يشجعون هذه الطريقة للأسف الشديد ....؟