يأتي الاجتماع التشاوري الرابع لدول الجوار العربي لليبيا المنعقد بالجزائر أمس في وقت تعرف فيه هذه المعضلة الليبية ظهور بوادر ايجابية في الأفق عبر خطة المبعوث الشخصي للامين العام الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة المتمثلة أساسا في إجراء انتخابات رئاسية و برلمانية قبل نهاية السنة الجارية علها تنهي المراحل الانتقالية المزمنة و تنهي معها تعدد مراكز القرار وهذا رغم وجود حكومة مؤقتة معترف بها دوليا.
هذا وتوسط هذا الاجتماع الذي تحتضنه وتترأسه الجزائر بمشاركة تونس ومصر تواجد المبعوث الخاص إلى ليبيا بالجزائر وعرض تقريره حول تطور الوضع في الجارة ليبيا أمام مجلس الأمن أمس وهذا في ظل دخول أزمتها العام الثامن على اندلاعها جرّاء الإسقاط العنيف للقذافي ونظامه بتدخل فرنسي – أطلسي في ليبيا سنة 2011 أدخل البلاد في حالة اللادولة ؟.
إن الفوضى التي غرقت فيها ليبيا بعد ذلك انعكست بشكل مباشر على دول الجوار التي تتقاسم معها حدودا برية تصل إلى ألاف الكيلومترات لا سيما الجزائر التي وجدت أمنها واستقرارها مهددين بسبب تحول ليبيا إلى بؤرة للفوضى و انتشار السلاح ومن ثمة إلى وجهة مفضلة للجماعات الإرهابية الحالمة بهذه البيئة المثالية التي تغيب فيها الدولة ويحضر فيها السلاح.. ؟ ! ووقع ما حذرت منه الجزائر مرارا وتكرارا التي رفضت من البداية ولا تزال أي تدخل عسكري آخر قد ينسف أي أمل في تسوية الملف الليبي نهائيا، تسوية لا تكون من وجهة نظر الجزائر إلا عبر القنوات الأممية وبإشراك كل ألوان الطيف الليبي لتكون شاملة ومستدامة تنبع من حوار داخلي ليبي- ليبي بعيدا عن الإقصاء والتصنيف .
إن هذا الانسجام بين مواقف الجزائر والأمم المتحدة يعكس حجم التعاون والتنسيق بينهما، فالجزائر كانت سباقة إلى دعم ومساندة مجهودات الأمم المتحدة في ليبيا لقطع الطريق أمام أجندات خارجية موازية لا تراعي مصلحة الليبيين وتلتزم بمبدأ الحياد أجهضت كل محاولات التسوية في ليبيا بزيادة الاحتقان وشق الصفوف عبر دعم طرف على حساب آخر ولا تزال تشوش على مجهودات الأمم المتحدة ودول الجوار الرامية إلى نزع فتيل المعضلة إلا أن تشويشها أصبح دون أثر لأن الشعب الليبي علمته التجربة والمحن من معه ومن ضده ؟ !