طلبة غيّروا معسكر الرعب..

أمين بلعمري
18 ماي 2018

لقد راهنت الإدارة الاستعمارية على إبقاء المثقفين بعيدا عن الثورة، من خلال إطلاق إشاعات مغرضة وأكاذيب وافتراءات لتحقيق هذا المبتغى وخلق عداء وهمي بين الثورة التحريرية والنخبة.
لعلّ من بين الخطط الاستعمارية الأكثر جهنمية هي عملية «لابلويت» التي أطلقها النقيب في فرع الاستخبارات الاستعمارية المدعو «ليجي» الذي ذاع صيته بسبب هذه العملية الجهنمية التي أدت إلى ارتكاب أخطاء فادحة أفضت إلى تصفية عدد من الطلبة الذين التحقوا بالجبال و  كادت أن تؤدي إلى تفجير الثورة التحريرية من الداخل، لولا فطنة وانتباه قادتها إلى المكيدة التي أريد أن يكون عنوانها: (الثورة تأكل أبناءها) لصرف نظر الطلبة الجزائريين عن الالتحاق بالجبال، لأن الاستعمار كان يدرك جيدا أن أولئك سيكونون في طليعة بناء الدولة وتسييرها، وهذا ما يثبت أن قادة الثورة كانت لديهم نظرة استشرافية وأن الثورة لم تكن حركة عشوائية عاطفية، ولكن حركة تحرير وطني واعية بالأهداف والتحدّيات التي كان من بينها بناء الدولة الجزائرية التي حددت معالمها في بيان أول نوفمبر.
إن الطلبة الجزائريون الذين لبوا نداء الوطن والتحقوا بالثورة كان لهم أثرا كبيرا على مسارها فقنابل الشهيد عبد الرحمان طالب غيرت المعطيات على الأرض وأخلطت أوراق الإدارة الاستعمارية ليتغير معها اتجاه الرعب،فالثورة لم تعد  تنحصر في الجبال فقط والمعمرون الذين كانوا يسكنون المدن باعتبارهم وقود النظام الكولنيالي أكبر المستفيدين منه، اقتحمت عليهم الثورة حصونهم ولم يعودوا يسمعوا عنها من خلال الجرائد والإذاعات التي تروّج لدعاية الجيش الاستعماري الكاذبة والمغلوطة التي مفادها أن القضاء على من كانت تسميهم بـ»الفلاقة» قضية وقت فقط.
لعب الطلبة الجزائريون دورا كبيرا في التحرير الوطني ثم دورا أكبر في بناء وتسيير شؤون الدولة الجزائرية المستقلة ورفعوا رايتها عاليا في محافل الأمم رغم صغر سنهم وحداثة عهدهم بالإدارة وتسيير شؤون الدولة ما يثبت عبقرية الطالب الجزائري وقدرته على صناعة الاستثناء والتميّز.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024