«العيش معا في سلام « الفكرة الجميلة والمبادرة الطيبة التي جعلت منها الجزائر تجربة ميدانية استطاعت من خلالها أن توطد وتعيد ربط الأواصر المقطوعة بين أبناء الشعب الواحد وتوحد اللحمة التي حاول إرهاب العشرية السوداء تفكيكها، تجربة تخطت حدود الوطن لتلقى قبولا أمميا جعل من الفكرة موضوع ليوم دولي « للعيش معا بسلام « ستحتفي به المعمورة سنويا بداية من هذا16 ماي 2018.
وان كانت المقاربة تصب في البحث عن سبل التعايش السلمي بعيدا عن العنصرية والتعصب والإقصاء والعمل معا على التصالح مع الآخر ونبذ القوة والعنف والحروب والأزمات، فإنها تحتاج في جزائر اليوم، إلى تدارك الخلل القائم بين ما تسطره الدولة الجزائرية وتوظفه من برامج و قوانين ومشاريع لتحسين معيشة مواطنيها واستدامة الآمن والاستقرار والتنمية وبين ما يعيشه هذا الأخير من انغلاق على الذات وعصبية وتوثر مستمر يترجمه بالتذمر ونقده المتواصل لكل قرار أو مشروع جيد وبالرغبة عند الشباب في الهجرة او الحرقة والتطلع لطريقة عيش المجتمعات الغربية.
ويطرح التساؤل نفسه، أين يكمن الخلل فعلا؟ وهل يكون الحل في إعادة النظر في توظيف الاستثمار والقوانين والنصوص والمشاريع التنموية أم يتوجب التفكير في إشراك المجتمع في اتحاد القرارات الخاصة به والتواصل معه لفهم واستيعاب تطلعاته والاستجابة إلى انشغالاته والعودة بالشعب إلى درب المواطنة الصحيحة والمسؤولة؟ وكيف السبيل إلى مصالحة الجزائري مع نفسه، فهل نحتاج إلى مشروع آخر مثل ذلك الذي صالح الجزائريين فيما بينهم، مشروع يعتمد على زرع ثقافة الحوار و التعبير الحر عن الذات والاستماع والتواصل مع الآخر ليعم السلام في كنف الأمن والاستقرار.