مراهقة دبلوماسية..

أمين بلعمري
13 ماي 2018

إن السلوك العدائي لوزير خارجية المغرب ناصر بوريطة اتجاه الجزائر، لا يمكن تبريره إلا باقتراب ساعة إعفائه من منصبه، وهذا حسب مواقع إخبارية مختلفة نقلت على نطاق واسع  هذا الخبر ونبأ تعويضه برئيس الاستخبارات الخارجية، ياسين المنصوري، يبدو أن هول الصدمة أفقد الرجل صوابه وأدخله في نوبة "مراهقة دبلوماسية" علّه ينال رضا جلالته ويعطيه فرصة أخرى.

يبدو أن سعي السيد بوريطة للحفاظ على حقيبته، ادخله في هيستيريا ضد الجزائر وحالة من التخبط والتناقض، فتارة يقول بأن خبراء من حزب الله اللبناني دربوا أفرادا من جبهة البوليساريو بتندوف على استعمال صواريخ "سام" والجزائر - حسبه-  "زي الأطرش في الزفة" وانتهى الفصل الأول بقطع بلاده علاقاتها الدبلوماسية مع طهران بدعوى أن سفيرها بالجزائر هو العقل المدبر لهذه الرواية البائسة ؟ وعندما لم تجد هذه الأسطوانة صداها جاء ببهتان أكبر في حوار له على مجلة "جون أفريك"، مفاده أن الجزائر كانت على علم بكل شيء بل هي من أشرفت على اجتماعات تنسيقية بين الطرفين وباركت التعاون بين البوليساريو وحزب الله، ولتظهر هذه الكذبة أنها معلومة استخبارية دقيقة، أضاف أن   الاجتماعات كانت تعقد في منزل سيدة متزوجة من أحد كوادر حزب الله في حين أنها رواية أقرب إلى قصص الخيانات الزوجية منها إلى قضايا المقاومة والكفاح ؟

زلة أخرى وقع فيها وزير خارجية المخزن في حواره مع "جون أفريك" وهي عندما قال إن الجزائر تسعى إلى تدمير مسار المفاوضات بين بلاده وجبهة البوليساريو؟ ولا أدري إن جاء ذلك في سياق سلسلة تناقضاته وتصريحاته المتضاربة أم أنه إعلان صريح عن قبول بلاده الجلوس إلى طاولة المفاوضات تنفيذا لقرارت مجلس الأمن، الذي مدّد  مهمة "مينروسو" لـ6 أشهر فقط وطالب باستئنافها بين الطرفين فورا، مما لم يترك أمام البوريطة إلاّ الهذيان الدبلوماسي الذي ظهر جليا في تصريحات غير مسؤولة واتهامات خطيرة تصل إلى إعلان حرب، وإلا كيف نفسر رده على سؤال للمجلة عن الدور الريادي للجزائر في مكافحة الإرهاب بالقول أنه من الطبيعي أن يتحمل المسؤولون عن زعزعة الاستقرار مسؤولية إعادته؟!

السيد بوريطة يبدو وكأنه يلبس بدلة أكبر من مقاسه، كما يبدو أنه لا يعلم أن الدبلوماسية ليست شطحات استعراضية وإنما موهبة تصقلها التجارب والخبرة ولا تصلح بشأنها نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ لصاحبها العالم الأمريكي ادوارد ثرونديك، لأن الخطأ فيها قد يكلف غاليا ولا يمنحك الفرصة للمحاولة من جديد؟!.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024