تفصلنا أيام قليلة عن إسدال السّتار على المنافسات الكروية الوطنية، حيث أنّ القليل من الفرق وصلت إلى أهدافها المسطّرة قبل بداية الموسم، لكن الكثير منها فشل في تحقيق ما تمّ تسطيره لأسباب مختلفة ومتعدّدة.
وبالتالي، فإنّ رسم إستراتيجية واضحة بالإمكانيات التي تتطلّبها يعد أول نقطة تؤدي الى النجاح بعيدا عن الرؤية التي تكون «العشوائية» هي التي تتصدّرها، حيث أن مسيّري بعض الفرق في بداية الموسم يتحدّثون عن أهداف كبيرة واللعب على اللقب يكون في مقدمة اهتماماتهم..لكن مع مرور الجولات تبدأ «الأهداف» تنكمش ويتغيّر الحديث بفعل تراجع النتائج.
هذه الوضعية تعطي الفرصة لظهور الضغط في محيط النادي، ويصبح المدرب «الضحية» الأولى..وتتوالى الإخفاقات على مستوى الفريق من الناحيتين الفنية والتنظيمية، وتكون النتيجة أن النادي أخفق في كل الأمور التي تخصه في الموسم.
لذلك على الأندية السير حسب امكانياتها وعدم وضع الفوز باللقب أمرا حتميا في كل موسم، لأن الوصول الى ذلك يكون دائما من خلال العمل لمواسم عديدة بوضع أسس التشكيلة القوية، وتقديم الامكانيات التي تسمح لها السير بخطى ثابتة للوصول الى القمة.
فحديث مسيّري أكثر من نصف عدد أندية النخبة عن امكانية الفوز باللقب ليس بالأمر المنطقي، ومن الضروري رسم أهداف بعيدة المدى أو متوسطة المدى في أول الأمر، ثم العمل وفق برنامج يمكن الوصول به الى أهداف كبيرة تخدم النادي والكرة الجزائرية.
كل عشّاق الكرة المستديرة يتابعون أكبر البطولات في العالم التي تتميّز بوجود أندية تلعب على الألقاب وأخرى تسعى للتأهل الى منافسة قارية، وهناك الفرق التي «تنافس» على البقاء في قسم النخبة، وتعطي الفرصة للاعبين شبان بإمكانهم الوصول يوما ما إلى فريق كبير، وأندية تعتبر مدارس تقدم لاعبين في كل موسم، ولهذا كل فريق يجد الرواق المناسب لإستراتيجيته بعيدا عن الضغط الكبير لأن كرة القدم لعبة، فرحة وفرجة قبل كل شيء.