مسرحية نتانياهو وقرار ترامب..؟!

أمين بلعمري
09 ماي 2018

يبدو أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تعد الهيئة المخوّلة لتحديد الدول التي تحترم قوانين عدم الانتشار النووي، بعد أن استولت إسرائيل على هذه المهمة على الأقل من وجهة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب! وإلا كيف نفسر القرار الذي اتخذه هذا الأخير أول أمس بإعلان انسحابه من الاتفاق حول النووي الإيراني، أين بدا واضحا أنه اعتمد في القرار على ما قدمه نتانياهو في عرضه التلفزيوني سيئ الإخراج؟

نعم إنها مسرحية "شو" التي قدمها رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي، عندما ظهر على شاشة التلفزيون وهو يقدم ما أسماه أدلة على مواصلة طهران لتسلحها النووي هي من دفعت ترامب إلى إعلان انسحابه من الاتفاق، مما يدعو إلى الاعتقاد أن القرار اتخذ في إسرائيل وقام ترامب بإعلانه فقط! ليس هذا فحسب فقبله كانت وسائل إعلام أمريكية سرّبت أخبار عن استعانة إدارة ترامب بوكالة استخبارية إسرائيلية لإيجاد ثغرات وعيوب في الاتفاق النووي، الذي وقعه الرئيس أوباما لضرب مصداقيته ومن ثمه إقناع الرأي العام ودوائر نافذة في صنع القرار الأمريكي بعدم جدوى الاتفاق وشيطنته وتقديمه على أنه فرصة ستستغلها إيران للمضي قدما في طموحها النووي بعيدا عن الأنظار؟.

إن الخطوة التي اتخذها ترامب لا تخص إيران وحدها ولكنها تشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين وضربة قاصمة للمؤسسات الدولية ومصداقيتها والجدوى من وجودها أصلا، على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي لم تصدر أي دليل يدين طهران؟ إلا أن ترامب لم يعد يعير ـ كما يبدو- أدنى اهتمام  لتقارير هذه الوكالة ولا للأمم المتحدة وهيئاتها، ولا حتى لحلفائه الأوروبيين الذين لم تعد الكثير من قراراتهم تتقاطع مع تلك التي تتخذها الإدارة الأمريكية منذ 15 عشر شهرا، أي منذ وصوله إلى البيت الأبيض والأمثلة كثيرة، مثل اتخاذه قرارا أحاديا بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، الانسحاب من اتفاقية المناخ، التهديد بالانسحاب من منظمة الحلف الأطلسي.. الخ ؟ فهل أصبحت  قرارات واشنطن تتخذ في مكان آخر؟.

قرار ترامب قد يغير الكثير من المعطيات وسيكون وقعه كبيرا على القمة المرتقبة (ترامب- كيم)، وهذا إن تم اللقاء؟ لأن خطوة مثل هذه قد تدفع كيم إلى مراجعة حساباته بخصوص نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وهو الذي تساءل مرارا كما يتساءل الكثيرون عن إسرائيل ومصير سلاحها النووي الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط بأكملها دون أن تخضع منشآتها النووية للرقابة الدورية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولم يحصل أن فتحت الدول التي تطلق على نفسها (المجتمع الدولي) ملفها النووي؟! ويبدو أن ذلك لن يحدث، خاصة بعدما أصبحت إسرائيل تضطلع بمهام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في حين أن بلد مثل العراق تم تدميره بالكامل واحتلاله لمجرد الاشتباه في امتلاكه لأسلحة دمار شامل؟! . 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024