التقى فريقا شبيبة القبائل واتحاد بلعباس لأول مرة في نهائي كأس الجمهورية يوم 2 ماي 1991 بملعب 5 جويلية، حيث انتهى اللقاء لصالح الاتحاد بنتيجة 2 – 0 من توقيع كل من تلمساني ولواحلة، وتوّج باللّقب في مباراة مثيرة.
وقبل اللّقاء الثاني الذي سيجمع بين الفريقين في نهائي المنافسة الشعبية يوم الثلاثاء القادم بنفس الملعب، ارتأينا أن نسلّط الضوء على نجمين تألّقا في فترة الثمنينيات و التسعينيات القرن الماضي، الأول من شبيبة القبائل، وهو حميد صادمي والثاني من اتحاد بلعباس وهو عبد القادر تلمساني بحكم أنّهما شاركا في نهائي 1991.
حميد صادمي يعد من بين المدافعين الذين برزوا بشكل كبير على الرواق الأيمن في فريق “الكناري”، وكسب مكانه بفل عزيمته الكبيرة حيث خلف صالح لارباس في هذا المنصب، وعرف بعمله الكبير في الدفاع والهجوم، ممّا أهّله إلى الوصول إلى الفريق الوطني الذي شارك معه في عدة مناسبات.
حميد صادمي..عزيمة وعمل متواصل في الدّفاع والهجوم
صادمي من مواليد أول جانفي 1961 بعزازقة بتيزي وزو، بدأ مشواره الكروي مباشرة في صنف الأشبال بفريق شباب عزازقة قبل أن ينتقل إلى فريق شبيبة القبائل ويرقى إلى الفريق الأول عام 1978 وعمره لا يتجاوز 17 سنة، حيث تمّ منحه الثّقة تدريجيا ليصبح لاعبا أساسيا في منصب مدافع أيمن يمتاز بالسّرعة والندية الكبيرة لأخذ الكرة، والانطلاق نحو الهجوم لمساعدة الخط الأمامي، وبقي صادمي وفيّا لنفس الفريق إلى غاية اعتزاله في عام 1994،
وكانت الشبيبة تسيطر على المنافسات المحلية والقارية ممّا سمح لصادمي التتويج بعدة ألقاب، كأس إفريقيا للأندية البطلة (1981، 1990)، لقب البطولة الوطني 7 مرات، كأس الجمهورية 3 مرات.
وطرق صادمي أبواب المنتخب الوطني منذ عام 1984، حيث استدعاه الناخب الوطني خالف محي الدين الذي كان يعرف امكانياته بشكل جيدا، وشارك في كأس إفريقيا لنفس السنة حيث لعب أول مباراة له مع “الخضر” يوم 11 مارس 1984 أمام نيجيريا، وشارك في عدة مناسبات الى غاية 1987 ولعب في التشكيلة الوطنية في 27 مناسبة.
ويمكن القول أنّ صادمي أصبح رئيسا لفريق الشبيبة في 7 سبتمبر الماضي، لكنه استقال من منصبه بعد فترة قصيرة نظرا للمشاكل الكبيرة التي كان يعيشها الفريق.
عبد القادر تلمساني..المراوغة والحس التّهديفي
أما عبد القادر تلمساني من فريق اتحاد بلعباس، فإنّه أبدع ويبقى ضمن أحسن المهاجمين الذين يمتازون بالمراوغة والتهديف في الكرة الجزائرية، وكان بإمكانه أن يرتقي لمستوى أحسن لو انتقل إلى الاحتراف في أوروبا حسب العديد من المتتبّعين.
عبد القادر تلمساني لعب مباراة في القمة في النهائي أمام الشبيبة عام 1991،ولم يمنح المنافس الوقت الكافي للتمركز حين افتتح باب التسجيل للاتحاد في الدقيقة 6.
ولعب مواسم كبيرة في اتحاد بلعباس، رغم أنّه انتقل بين عدّة فرق في مشواره الكروي.
عبد القادر تلمساني من مواليد أول ديسمبر 1963 بوهران، بدأ مسيرته الكروية في صنف المبتدئين بفريق رائد وهران، هذا الفريق الذي كان يمتاز بطريقته الفعالة في تكوين اللاعبين، ثم انتقل إلى مدرسة أخرى أي فريق جمعية وهران وعمره لا يتجاوز 20 سنة، وأخذ مكانه كأساسي وساهم في النتائج الباهرة للفريق إلى جانب لاعبين مميّزين أمثال تاسفاوت، بوكار...وقدّم مستويات كبيرة جعلته ضمن الفريق الوطني للأمال والأكابر قبل أن ينتقل إلى اتحاد بلعباس عام 1986، وساهم كثيرا في صعود النادي الى القسم الأول.
وبعد تتويج اتحاد بلعباس بكأس الجزائر عام 1991 خاض تلمساني تجربة احترافية بالمغرب، قبل أن يعود الى أرض الوطن ويمضي لمولودية وهران أين لعب موسمين، وعاد مرة أخرى إلى اتحاد بلعباس.
وضِمن الفريق الوطني لعب تلمساني من 1985 إلى غاية 1989، كان يعطي الاضافة في الوسط والرّواق الأيمن بفضل سرعته ومراوغاته.