دخل عالم الشهرة في سن مبكرة، ولقب بـ « مارادونا « بفضل التشابه الكبير في طريقة « مداعبة « الكرة والقامة القصيرة، وكذا الفنيات الكبيرة التي أبانه، منذ مقابلاته الأولى أمام الجمهور العريض .. انه وسط الميدان الهجومي، حكيم مدان، الذي أبدع ويعد من ضمن أحسن اللاعبين في تاريخ الكرة الجزائرية.
لم ينتظر طويلا ليفجر طاقاته الكبيرة ضمن فريق اتحاد الحراش، حيث أنه يبقى من بين اللاعبين القلائل الذين «رسّموا « مكانهم في تشكيلة الأكابر وسنه لا يتجاوز الـ 16 ربيعا حيث لعب الى جانب لاعبين كبار أنذاك على غرار مزياني، شراقة، بن عمار، لونيسي .. مما أكسبه الثقة التي جعلته يتطور بشكل مستمر، خاصة وأن سياسة النادي الحراشي تعتمد منذ ذلك الوقت على اعطاء الفرصة للمواهب الشاب مثل
حكيم مدان، من مواليد 5 سبتمبر 1966 .. بدأ مسيرته الكروية في الفئات الصغرى بنادي اتحاد حسين داي وعمره لا يتجاوز الـ 11 سنة في عام 1977، قبل أن يتحول الى اتحاد الحراش في عام 1982 .. أين كانت الانطلاقة الحقيقية له في « عالم الأضواء « من خلال تألقه وبداية تداول اسمه لدى أنصار «الصفراء» وكذا تسليط عليه أضواء الصحافة أنذاك .. وكان من أحسن اللاعبين خلال: «المونديال المصغّر» بإسبانيا عام 1982 . أصبح من بين العناصر الأساسية لفريق اتحاد الحراش لدى الأكابر وقاده للتتويج بكأس الجمهورية عام 1987 عندما سجل الهدف الوحيد في النهائي أمام شباب برج منايل.
غادر مدان اتحاد الحراش في عام 1988 متوجها الى شبيبة القبائل الذي فاز معه بلقبين للبطولة الوطنية بقيادة الثنائي خالف وزيفوتكو.. حيث أعطى مدان قوة حقيقية لوسط الميدان وكان هدافا حاسما في العديد من المقابلات .. كما ساهم بشكل كبير في تتويج الشبيبة بكأس افريقيا للأندية البطلة عام 1990 في النهائي أمام نكانا الزامبي.
خاض مدان تجربة احترافية في البطولة البرتغالية بنادي فماليكا وحيث لعب زميله في نادي شبيبة القبائل جمال مناد دورا كبيرا في هذا الاختيار بحكم أن مناد كان يلعب في نفس النادي .. قبل أن يعود الى الشبيبة التي توّج معها بكأس الكاف عام 2000 .. ليبقى من اللاعبين المميّزين الذين مروا في تشكيلة « الكناري « .
بفضل تألقه المستمر و» لمسته السحرية باليسرى « استدعى مدان لأول مرة الى الفريق الوطني من طرف رابح سعدان في عام 1985 وعمره لا يتجاوز الـ 19 سنة، حيث شارك في كأس افريقيا في دورة 1986 وبعدها في دورة 1988 حيث كان في هذه المنافسة الأخيرة من ضمن أحسن اللاعبين الجزائريين الى جانب بلومي وفرحاوي ومعيش في وسط الميدان .. وتحصل « الخضر « بقيادة المدرب روغوف على المرتبة الثالثة .. لكن للأسف الشديد لم يكن مدان ضمن التشكيلة الوطنية التي توجت بعد سنتين أي في عام 1990 بلقب كأس افريقيا للأمم هنا بالجزائر بسبب الإصابة.
ومباشرة بعد نهاية مشواره كلاعب تحول مدان الى التأطير وشغل منصب مناجير عام لفريق شبيبة القبائل وشبيبة بجاية، كما عيّن رفقة المدرب ابرير على رأس المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة .
حاليا منذ 2017 يتواجد ضمن تشكيلة المكتب الفيدرالي للفاف ويشغل منصب المناجير العام للمنتخب الوطني الأول لتقديم كل معارفه في الجانب التنظيمي لكرة القدم .