صحافة العار.. من الشماتة في الموتى إلى الكذب عليهم!!

أمين بلعمري
18 أفريل 2018

 

 

يبدو أن بعض وسائل الإعلام المغربية و منها مواقع الكترونية لم تعد تعني حرمة الأموات لها شيئا وإلا كيف نفسر عودتها إلى تناول سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك؟ ألم يكفها عار الشماتة والتشفي الآثم في شهداء الطائرة العسكرية بمجرد سقوطها لتواصل في غيّها بإطلاق أكاذيب وادعاءات جديدة مفادها أن الصحراويين الذين قضوا إلى جانب إخوانهم الجزائريين في هذا الحادث الأليم هم عناصر من جبهة البوليساريو كانوا في طريق العودة من مهمة تدريب على أسلحة مضادة للدبابات والطائرات بالجزائر؟!، هذا ما جاء به أمس موقع “هسبريس” نقلا - حسب زعمه - عن موقع جزائري يسمى “الجزائر تايمز” في حين أن الجميع يعرف هوية هذا الموقع المغربي أصلا ومن صنعه والدوائر التي تقف وراءه وأن لا علاقة تربطه مع الجزائر إلا الاسم لتوظيفه في ممارسة استخبارية قديمة هدفها التضليل وتمرير المغالطات.
ما جاء به موقع هسبريس المغربي نقلا عن موقع “الجزائر تايمز” المغربي هو الآخر يدعو للأسف والسخرية في الوقت نفسه، يدعو للأسف والحسرة لأنه صوّر نساء وأطفالا صحراويين مرضى عائدين من رحلة علاج ببلادنا بـأنه  “كوموندو” في مهمة خاصة في حين أن أولئك والكثيرين  أمثالهم اضطرتهم الظروف للمجيء إلى بلادنا للعلاج بحكم أن  أراضيهم مسلوبة وخيراتهم مصادرة والإنسانية قبل أي اعتبارات أخرى تملي علينا القيام بواجب استقبالهم والتضامن مع قضيتهم العادلة وكان من المفروض على  وسائل الإعلام المغربية وفق نفس هذا الاعتبار الإنساني الكف عن نبش قبورهم التي لم يجف ترابها بعد وعن الاتجار بأرواحهم.
أما ما يدعو إلى السخرية فهو ادعاء أن من كان على متن الطائرة ليسوا أطفالا ونساء صحراويين ولكن عناصر من البوليساريو أنهوا مهام تدريب بالجزائر ـ حسب ذات الموقع - على استعمال صواريخ مضادة للدبابات والطائرات وكانوا بصدد العودة إلى تندوف ومنها إلى الأراضي الصحراوية المحررة تحضيرا لمواجهة مع الجيش المغربي وهي رواية لا يصدقها لا عاقل ولا مجنون، فهل من المعقول أن يترك هؤلاء أراضيهم المحررة بصحرائها وفيافيها ويأتون إلى الجزائر للتدريب؟ ضف إلى ذلك ان الجمهورية العربية الصحراوية لديها جيش يمتلك دبابات وأسلحة ثقيلة ومضادات للطيران وللدبابات، ثم هل جبهة البوليساريو التي واجهت الاحتلال الاسباني ثم المغربي وأجبرته على التفاوض والتوقيع معها على اتفاق وقف إطلاق النار هي بحاجة إلى أن يتدرب أفرادها بالجزائر على استعمال أسلحة فردية مضادة للدبابات والطائرات؟!

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024