مجموعة 11 ..

أمين بلعمري
09 أفريل 2018

كانت  الرياضة ضمن جبهات الكفاح من اجل التحرر الوطني ، فقبل اشهر قليلة على تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بدأت هياكلها و مؤسساتها تبرز للوجود و حتى تكتمل الصورة كان لا بد من تأسيس نخبة رياضية وطنية تمثل الثورة الجزائرية و تحمل على عاتقها التعريف بعدالة قضية الشعب الجزائري.
رفع فريق جيش و جبهة التحرير الوطني الراية و اسمع النشيد الوطنيين في الكثير من العواصم  في الوقت الذي كانت تعيش ثورة نوفمبر  مرحلة حاسمة و مصيرية عرفت  اشتداد المعركة الدبلوماسية بعد تدويل القضية الجزائرية و دخولها اروقة الامم المتحدة.
ان فرار لاعبي كرة القدم الجزائريين الذين كانوا في  الفرق الفرنسية المحترفة آنذاك من أجل الالتحاق بفريق جبهة التحرير استجابة لنداء الوطن  كان بمثابة ضربة ثانية للاستعمار  بعد الذي قام به المجندون في صفوف الجيش الاستعماري حين التحقوا بصفوف جيش التحرير الوطني حاملين معهم عدتهم و عتادهم و قد شكّل نزوح اللاعبين الجزائريين حرجا كبيرا للسلطات الاستعمارية التي كانت تحضر حينها لمنافسة كأس العالم التي كانت ستحتضنها السويد و كان من الذين تركوا المنتخب الفرنسي لاعبان جزائريان تم تقديمهما على انهما  اساسيان في التشكيلة الفرنسية و هما رشيد مخلوفي و مصطفى زيتوني مما أخلط حسابات فرنسا و احدث ضجة في وسائل الاعلام التي تحدثّت مطولا عن نزيف عرفته الفرق الفرنسية آنذاك جرّاء فرار لاعبين فرنسيين  “مسلمين “ كما كانت تسميهم الادارة الاستعمارية في حين اثبت هؤلاء انهم جزائريون و ليسوا فرنسيين مسلمين بينما  كان تأسيس فريق جبهة التحرير الوطني ضربة قاسية لمقولة “الجزائر فرنسية”.
ان هذا التاريخ المشرّف لكرة القدم الجزائرية يملي علينا اليوم اعادة  النظر في الحالة التي تعيشها كرة القدم في الجزائر سواء فرق الاندية الجزائرية أو المنتخب الوطني لكي تؤدي هذه الرياضة الاكثر شعبية رسالتها التي تعكس الهوية ، الانتماء اللذان تجسدهما الالوان الوطنية  حتى لا تختصر كرة القدم  في مجرد مستحقات مالية تقدر بالملايير  تصرف في حالات على لاعبين ليسوا لا اهلا لحمل رسالة اسلافهم النومفمبريين  ولا اهلا لتقديم القدوة الحسنة لأقرانهم  والمثال المتبع في الرياضة والأخلاق خاصة عندما نعلم  أن فريق جيش و جبهة التحرير الوطني و نظرا لسمو الهدف الذي تأسس من أجله  كان يطلق عليه “ احد عشرية 11 الاستقلال” لنفهم أن رسالتهم كانت أكبر من مجرد الحصول على المال أو التسلية أو الاستعراض وبالفعل يستحق هؤلاء  أن نصنفهم مثل  المجموعات التاريخية الأخرى على غرار مجموعة 6 ، مجموعة 22 و لماذا لا مجموعة 11 التي كانت تشكل  فريق جيش وجبهة التحرير الوطني.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024