في كل موسم يعود «زيدان المدرب» الى الواجهة وبصفة خاصة في أغلى منافسة أوروبية لدى الأندية بفضل حنكته وقدرته على تقديم تشكيلة أذهلت «عالم الكرة « بمسيرتها الذهبية، حيث أن الريال يجتاز «العقبة « تلوى الأخرى بإحكام ويقترب بخطى متوازنة نحو التتويج للمرة الثالثة على التوالي برابطة الأبطال، بعدما «سحق» اليوفي بثلاثية نظيفة.
الرسم التكتيكي الذي اعتمده « زيزو « أبهر كل المحلّلين، بالنظر للذكاء الكبير الذي ظهر في الطريقة التي جسّدت سيطرة الريال على فريق «المخضرم أليغري»، وكذا الأهداف المسجلة، لا سيما «مقصية « رونالدو التي قد تكون من أحسن الأهداف التي وقعها النجم البرتغالي في مشواره الكروي.
نجاح رونالدو يسير بالتوازي مع طريقة زيدان في تسيير تشكيلته، ذلك أنه بالرغم من الانتقادات التي طالت المدرب الحالي للريال، خلال الأشهر الماضية، إلا أن الكل اتفق الآن على «القدرات الكبيرة « لهذا المدرب الذي يكتب صفحة أخرى له في هذا المنصب، بعد أن كان قد «رسم « لوحات لا تنسى كلاعب .
زيدان صنع الاستثناء من خلال النجاح كلاعب و مدرب، في الوقت الذي يؤكد معظم المتتبعين أنه من الصعب جدا التوفيق بين الاثنين، والأمثلة عديدة عن نجوم الماضي الذين بالرغم من «معرفتهم « الجيدة للكرة، إلا أنهم لم يقدموا أشياء كثيرة كتقنيين على مستوى عالٍ في أكبر الأندية الأوروبية.
لا يمكن حصر نجاح مدرب ريال مدريد في الخطة التي يعتمدها على الميدان، لأن طريقة « تسييره للنجوم « تتجاوز ما يمكن رؤيته في المقابلات حيث وجد كل من رونالدو، راموس، مارسيلو، بايل ... ضالتهم بفضل الجو الذي «شكّله» زيدان في « الفريق الأبيض»، خاصة عندما قرر عدم استقدام لاعبين أخرين في سوق الانتقالات و اقرار الاعتماد على « أسرة حقيقية « بإمكانها رفع التحدي مرة أخرى في رابطة الأبطال التي تبقى المنافسة رقم واحد لهذا النادي الذي كسب قلوب الملايين عبر العالم.
