عرفت العلاقات الثنائية بين الجزائر و اسبانيا قفزة نوعية منذ توقيع البلدان قبل 16 سنة على اتفاقية الصداقة و التعاون ، اتفاقية وضعت معالم جديدة لعلاقات عرفت لاحقا المزيد من النضج تجسد في حوار سياسي ازداد توسعا و شمولا و تعاون اقتصادي من شأنه أن يعزز تطلعات البلدين و الضفتين في جعل المتوسط فضاءا لاقتسام السلم و الرفاه و الجزائر و مدريد بإمكانهما أن يكونا قاطرتا هذا التوجه من أجل أن تكون التنمية و الرفاه عابران للحدود كذلك و لا تبقى هذه الصفة حكرا على الارهاب و الجريمة المنظمة.
هناك الكثير من التحديات تواجه البلدان معا فالإرهاب الدولي ، الهجرة غير الشرعية و الجريمة المنظمة من جهة و تحديات أخرى ذات طبيعة اقتصادية تحتم على البلدين الابقاء على قنوات الحوار و التشاور الدائم لإيجاد صيغ ثنائية مشتركة و منها الاستجابة للتحديات من جهة و الرد على التهديدات بطريقة مشتركة و منسقة من جهة أخرى و لعل الموعد السنوي المتمثل في الاجتماع رفيع المستوى االمنعقد أمس بحضور الوزير الاول الاسباني مريانو راخوي - المتواجد بالجزائر في زيارة عمل- يشكّل سانحة للنظر فيما أنجر و ما ينتظر و التشاور حول مختلف المسائل الثنائية ، الاقليمية و الدولية مثل المعضلة الليبية ،الوضع في مالي و الساحل، القضية الصحراوية و كذا مسألة الارهاب ،تدفق المهاجرين غير الشرعيين و الجريمة المنظمة أما الشق الاقتصادي كان بدوره حاضرا و بقوة هو الآخر.
لقد شهدت العلاقات الثنائية سنتي 2016/2017 حركية كبيرة تجسدت في الزيارات المتبادلة للوفود السياسية و الاقتصادية و الأمنية و هذه مؤشرات كافية لوصف العلاقات بين البلدين بالممتازة و المتميّزة و تؤكّد في الوقت نفسه أن القادم افضل و أن البلدين يعبدان الطريق لإقامة شراكة مستدامة في الوقت و متنوعة في المجال سيّما على الصعيد الامني و ما استقبال الفريق قايد صالح ، نائب وزير الدفاع الوطني ، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي لوزيرة الدفاع الاسبانية أمس و الزيارة الأخيرة للواء مناد نوبة ، قائد الدرك الوطني الى اسبانيا و كذا استقبال المدير العام للأمن الوطني ، اللواء عبد الغني هامل لسفير مملكة اسبانيا بالجزائر قبل أسبوع عناصر تؤكد أن التعاون و التنسيق الامني بين البلدين سيزداد و يتوسع.