أحيت الجزائر اليوم الوطني للمحامي المصادف لـ23 مارس من كل سنة تخليدا لذكرى استشهاد المحامي على بومنجل الذي تم اغتياله على يد السفاح أوساريس وجلاديه يوم 23 مارس 1957 بإلقائه من الطابق السادس من إحدى البنايات وذلك بعد شهر كامل قضاه وتجرع خلاله أبشع أصناف التعذيب والتنكيل في مراكز الشرطة الاستعمارية ولم يكتفو بذلك ليلفقوا له سيناريو الانتحار ولكن التاريخ أنصف الرجل بعد 43 عاما حين اعترف جلاده أوساريس بتفاصيل جريمة اغتيال الشهيد علي بومنجل رحمه الله.
هذا يؤكد نبل هذه المهنة وممارسها الذي قد يضحي بحياته من أجل الوطن والدفاع عن المظلومين والمضطهدين والكفاح من أجل استرجاع حقوقهم وردّ الضيم على الآخرين، ناهيك على أن المحامي يلعب دورا كبير في تكريس دولة الحق والقانون والوقوف في وجه التعسّف في تطبيق القانون، كما يجب أن يكون شريكا في وتيرة إصلاح العدالة وتكريس الحق في التقاضي لكل مواطن دون استثناء لتكون العدالة فوق الجميع ويكون الجميع تحت سطوة القانون.
إن هذا اليوم يشكل فرصة للحديث عن أخلاقيات إحدى أنبل المهن المتمثلة في هيئة الدفاع لأن بعض ممتهنيها أصبحوا - للأسف- يسيئون إلى الجبة السوداء وإلى رسالة شهداء المهنة باعتقادهم أن المحاماة تجارة تختصر في الحصول على المال ولو كان ذلك على حساب الغلابى والمساكين أو حتى الدفاع عن مجرمين من أجل مقابل مادي ويبرّرون ذلك بتأدية وظيفتهم القانونية رغم ما قد يترتب عن ذلك من مرافعات مغلوطة وأحكام مشوهة قد تبرئ الظالم وتجرّم المظلوم والحمد لله أن أولئك قلة حيث هناك محامون شرفاء يرفضون المساومات و بيع ذممهم على حساب رسالة المحاماة وإلى هؤلاء يعود فضل الحفاظ على سمعة المحاماة وهم من فرضوا احترامهم داخل قاعات المحاكم وانتصروا للوطن وللمظلومين وهم يستحقون أن نطلق عليهم أحفاد الشهيد علي بومنجل.