أسواقنا غير نظيفة ويزداد النفور منها عندما يستعمل بائعو الأسماك المياه لرشّ ما يوجد بداخل «الصناديق» بطريقة فوضوية لا تراعي حدّ أدنى من الحرص على عدم تحويل تلك الأماكن إلى برك يستحيل المرور عبرها.
ولا يدري هؤلاء «الحواتين» بأن تلك الكمية الهائلة من المياه الملقاة هناك وهناك لا تجد منفذا لها قصد الخروج إلى مجار أخرى، مما يؤدي إلى تراكمها بشكل مقزّز، ومع مرور الوقت تتعفّن وتأخذ لونا أسودا دليل على خطورتها.. وبالرغم من ذلك فإن لا أحد يعير اهتماما لمثل هذه الحالة المؤثرة تأثيرا مباشرا على صحّة الناس عندما يشترون مثل هذه المواد الحسّاسة.
إلى غاية منتصف النهار والسمك محل رشّ متواصل حتى يحافظ على لمعانه ويتفادى كل شكل من أشكال التلف هذا مايبدو ظاهريا أي في الواجهة العليا.. أما باطنيا أي في الأسفل فحدّث ولا حرج ديكور لا يمكن تحمّله نظرا للوضعية التي يوجد فيها جراء الوسط غير النظيف الذي يمارس هؤلاء نشاطهم فيه ولا يهمهم الأمر كيف ما كان.. المهم بيع كل ما لديهم.
ويلاحظ أن المياه الملقاة عشوائيا منتشرة في مساحة واسعة تمنع المستهلك من التقرّب إلى الطاولات بسبب تلك الكميات التي تعترض طريقه وتمنعه من اقتناء ما يريد ـ للأسف ـ زيادة على ذلك، فإن المياه الراكدة تحيط بتلك الطاولات والأدهى والأمّر أن أصحابها لا يتحركون باتجاه تنظيفها بالشكل المطلوب واللائق.
ولا يتوانى البعض من بائعي الأسماك في ترك «مربعه» التابع له بداخل السوق، ليفضل إحتلال حيزا في مساحة بعيدة عنه، وبالتحديد عند مدخل السوق بالضبط محدثا «عرقلة» حقيقية لحركة مرور الأشخاص ولا يهمه الأمر بتاتا إن كان هو السبب في ذلك.. ويسجل في كثير من الأحيان أن أجزاء كبيرة من سوق الأسماك فارغة، الكل موجود خارجه لا ندري لماذا هذا التهافت على التخلص من البضاعة في وقت قياسي أي قبل توقيت معين قد يضطر هؤلاء برمي ما بقي لديهم وهذا هو قانون بيع السمك لا يتعدى منتصف النهار وفي حالة مواصلة عرضه، فإنه من حقّ المراقبين أن يتلفونه بمادة من المواد الكيمياوية التي تستعمل في التنظيف حتى لا يستمر في بيعه ما بعد الساعة الواحدة ونقصد هنا السردين.
وعليه، فإن مثل هذا السلوك غير الحضاري يترجم ذهنية ضيقة في التعامل مع الآخر وهذا أمام أعين الجميع حتى ما يسمى مسؤول السوق الذي له مكتب هناك ولا يتدخّل من أجل تسوية مثل هذه الوضعية ومطالبة هؤلاء بالكف عن تحويل جهة السمك إلى بحيرة روائح كريهة بالرغم من أن ذلك من صلاحياته وكأن الأمر لا يعنيه،، فإلى متى هذا التهرب من المسؤولية الملقاة على عاتقه؟.