تعتمد كرة القدم على المهارات التي يتم صقلها تدريجيا إلى غاية الوصول إلى مستوى كبير، بفضل العمل المتواصل والمحيط المساعد، حيث أن العديد من لاعبينا الذين بدأوا مشوارهم الرياضي في البطولة المحلية تمكنوا من تطوير إمكاناتهم عند تحولهم إلى الاحتراف.
فقد ظهر جليا في مباراة الجزائر – تنزانيا، أن الثنائي فرحات – بونجاح، أبدع... وكان اللاعبان الأحسن فوق الميدان ونشطا الهجوم في أغلب أوقات اللقاء، الأمر الذي يعني أن الكرة الجزائرية «مليئة» بالمواهب الشابة التي بإمكانها تقديم الكثير، إن وجدت الظروف المناسبة التي تسمح لها «تفجير طاقاتها».
فرحات الذي «صعد» بشكل تدريجي من فريق اتحاد العاصمة، تنقل إلى نادي لوهافر الفرنسي، أين تحسن من الناحيتين التكتيكية والبدنية، ليصبح عنصرا أساسيا في خطة ماجر، لاسيما مع الاستراتيجية الجديدة المعتمدة من طرف الطاقم الفني.
في حين أن بونجاح الذي «اكتشفه» هاليلوزيتش ضمن فريق اتحاد الحراش، كسب عديد النقاط في لقاء الخميس الماضي، بثنائية و»حجم عمل» كبير يؤهله لأن يكون من بين «الأوراق المهمة» للفريق الوطني لعدة سنوات، بعد أن تطور كثيرا في تجاربه الاحترافية وأخذ ثقة كبيرة في إمكاناته.
ولعل الثقة التي يعطيها ماجر لهؤلاء اللاعبين، سيحفز بها عناصر أخرى على بذل مجهودات إضافية قد «توصلهم» إلى المنتخب الوطني وتفتح لهم أبواب الاحتراف لتطوير إمكاناتهم.
هذا الاهتمام بالمواهب في البطولة المحلية، يجعل اللاعبين يقدمون أفضل ما لديهم ويرفع من سقف طموحاتهم، وبالتالي المساهمة في رفع مستوى المنافسة لتكون الفائدة متعددة الجوانب للكرة الجزائرية.
ويحرص جل التقنيين على التذكير بأن العمل الرئيسي لابد أن يكون على مستوى الأندية التي بإمكانها «إيصال» اللاعب الى مستوى يؤهله للذهاب بعيدا في مسيرته، والبداية بإعطاء الأولوية للتكوين والمتابعة المستمرة لأداء اللاعبين، مما يعني أن توفير الظروف المناسبة يأتي في مقدمة هذه السلسلة.