أطفال سوريا يصنعون فرحة الوطن بالرّيشة

بقلم نبيلة بوقرين
21 مارس 2018

صرخة أو رسالة عابرة للقارات من أطفال رفعوا التحدي على أن لا يستسلموا رغم تهديم كل بيوتهم ومدارسهم، مستعينين بريشة كانت بمثابة سلاح قاتل في وجه من سرقوا منهم البسمة والحرية، معبّرين عن إرادتهم القوية في التصدي لكل المعتدّين، أملهم الوحيد هو إعادة بناء وطنهم سوريا، وإعلاء رايته لأنّهم المستقبل الواعد.
هم أطفال صغار في السن لكنّهم يحملون آمالا أكبر بكثير ممّا نتوقّع، بدليل أنّهم اتّخذوا من الحطام الذي بقي الشّاهد الوحيد على المكان الذي ولدوا وتربّوا فيه ملجأ لهم لوضع لوحاتهم رفقة أستاذتهم الفنانة التشكيلية تالا العلي التي تقدم لهم الدعم المعنوي لإعادة رسم مدينتهم، كيف كانت جميلة بها كل متطلبات الحياة وكيف أصبحت مجرد بقايا وآثارا ملطّخة بدماء من استشهدوا، وفي قلوبهم ألف سؤال أبرزها: ما هو ذنبنا يا عالم حتى تسرق منّا البسمة، الفرحة، الحرية والحياة؟
في انتظار الإجابة، إذا وجدت بطبيعة الحال من المجتمع الدولي وكل المنظمات الإنسانية ومنظمات الدفاع عن حقوق الأطفال اختيار المكان بحد ذاته له عدة دلالات ومعاني، أبرزها تشبّث هؤلاء البراعم الصغار ببلدهم وغيرتهم عليه، وأنهم لا ولن يتركوه حتى في اللحظات الحالكة، وسيصمدون في وجه كل الظروف، قاطعين العهد على أنفسهم بأنّهم سيحملون المشعل لإعادة بناء سوريا من جديد، ويرتقون بها إلى ما كانت عليه في الماضي القريب.  

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024