ختم اجتماع مجلس الوزراء النشاطات الرسمية لهذا الأسبوع مناقشا ومصادقا على أربعة مراسيم ومشاريع قوانين، من بينها تعزيز الهوية الوطنية والدعوة إلى الإسراع في بعث الأكاديمية الأمازيغية وآليات عملها، ولعل الأمر المتعلق بالشق الحساباتي في قانون المالية أخذ الحيز الأكبر من الجلسة امتثالا لتعزيز العلاقة بين الحكومة والبرلمان، ما يساهم في تذليل بعض العراقيل التي تواجه المرفق العام أثناء تسيير المشاريع والأغلفة المالية، إنطلاقا من أن الجزائر تتوجه اقتصاديا نحو النموذج البديل وهو التمويل غير التقليدي، ما يحتم على البنك تجاوز الصدمات المالية والارتدادات أثناء تلبيته لطلب الخزينة العمومية، والإجراء الذي تم فيه تحديد إطار الميزانية على مدار ثلاث سنوات يتم تحيينه سنويا بغية استشراف أفضل وسيكون كفيلا لمنح بعض الأريحية أمام الآمر بالصرف لسد عجز التحويلات من فصل نحو آخر، عكس ما كان في السابق، ومن جهة أخرى سيمنح هذا التعديل الإجرائي المجال الأوسع لفرض المراقبة السبقية والبعدية ومرافقة قنوات صرف المال العام.
إنجاز تاريخي حققته سوناطراك في غضون أسبوع، بداية بتصدير الطاقة الكهربائية إلى دول الجوار بعد التغطية الكاملة للولايات الحدودية، ثم إعادة فتح منجمي الفوسفات بئر العاتر، بتيتة، جبل العنق، الحدبة، الونزة وهي مناطق بمدينة تبسة تتوفر على احتياطي يقدر بـ1229 مليون طن من الفوسفات منها 841 مليون قابلة للتحويل، ناهيك عن 640 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي تعبر هذا الشريط نحو الخارج، تعاقد مع شركات أخرى، سيرفع من قدرة الانتاج إلى أضعاف مضاعفة. ولعل الثروات الباطنية بصحراء بئر العاتر تكون المدينة الثانية بعد حاسي مسعود فوسفاتيا.
ما نشرته وزارة الصناعة والمناجم حول الأسعار الخيالية للسيارات المصنعة في الجزائر وبيعها بأسعار مضاعفة للزبون، يطرح أكثر من تساؤل مقارنة بماهو موجود عند دول الجوار، لذلك وجب التدخل لوضع سقف معين لهامش الربح لدى الخواص، وإعادة النظر في قوانين المناولة، فليس من المعقول أن السيارة التي كان سعرها لا يتعدى سبعون مليون سنتيم يصل إلى ضعفين وأكثر، ووصل ببعضها إلى سقف غير معقول ومبالغ فيه، وهنا يكمن مربط الفرس، فما الفائدة من تواجد مصانع، والمستفيد الأول والأكبر هم السماسرة ليتكبد المواطن دفع الأعباء الإضافية.
إقليميا الأوضاع بمدينة جرادة المغربية أخذت منحى آخر من المواجهة حيث عمدت سلطات المخزن إلى استعمال أبشع وسائل القمع البوليسي لوأد الاحتجاجات، ولعل ما تناوله الفضاء الرقمي من مشاهد مؤثرة، أثناء تصوير لفيديو تقوم فيه قوات المخزن بدهس المحتجين أمر مؤسف جدا في مسلسل قائم بنفس السلوكات في الأراضي المحتلة.
لعل آخر تصريح لهذا الأسبوع ما جاء على لسان السفير البريطاني الأسبق، أندرو نوبل حين وصف مسار السلم الذي سمح للجزائر بالتغلب على الإرهاب في سنوات التسعينيات. بالمتميز معتبرا الجزائريين “بأنهم أكبر شعب ودود عرفته في حياتي”، مضيفا أن “المملكة المتحدة لا تعرف الجزائر وشعبها كفاية”. وتأسف لتغطية الصحف البريطانية “الضعيفة جدا” للأحداث والتظاهرات بالجزائر.