تلعب الجولات الأخيرة من الرابطة المحترفة الأولى تحت منطق «الحسابات الدقيقة» وكل نقطة لها وزنها في الحصيلة النهائية للموسم، بالنسبة للعديد من الفرق..
ويظهر جليا من خلال الترتيب العام أن هناك اختلاف في وضعية الأندية من ناحية الاستقرار الفني، ورؤية كل فريق في نهاية المنافسة يأتي من خلال الطريقة التي سار بها منذ انطلاق الموسم.
ويظهر جليا أن الأندية التي حافظت على طاقمها الفني لفترة طويلة تمكّنت من إعطاء أرضية صلبة لـ»اللعب» وكسب النقاط على غرار شباب قسنطينة، مولودية الجزائر، مولودية وهران وبدرجة أقل اتحاد العاصمة.. هذه الفرق تلعب على الفوز باللقب .. في حين أن الأندية التي غيّرت عدة مرات مدربها الرئيسي عرفت «موسما متذبذبا» من حيث النتائج وتلعب على تفادي السقوط، والأمثلة بارزة في هذا المجال حين نجد كل من دفاع تاجنانت، اتحاد البليدة، شبيبة القبائل... فالعمل المنهجي ومنح الثقة للتقنيين هو السبيل الأمثل لانتظار نتائج أفضل، حيث أن اللاعبين لا يمكنهم التأقلم في كل شهر تقريبا على طريقة تحضير ولعب المقابلات بمنهجية مغايرة.
وبالتالي، فإن الميدان أظهر أن كرة القدم في المستوى العالي تتطلّب تخطيطا دقيقا من كل النواحي.. بداية بوضع الوسائل المادية التي تعطي الاستقرار المعنوي للنادي.. والبحث عن الإطارات الفنية التي بإمكانه تنفيذ مشروع متوسط المدى على الأقل من أجل الوصول إلى أهداف دقيقة.
لكن، للأسف الشديد أندية قليلة في بطولتنا تفكر بهذا المنطق، الأمر الذي يؤثر على مردود اللاعبين ونتائج الفريق بشكل كبير.. مما يجعل المسيرين بعد ذلك يجرون وراء النتائج الآنية ويكون المدرب «الضحية الأولى» بضرورة ايجاد مدرب آخر قد ينجح في إخراج النادي من «الورطة».. وقد تتكرّر هذه الحالة عدة مرات في موسم واحد .. والنتيجة تكون في أغلب الأحيان دون المستوى الذي ينتظره الجمهور.
لذلك، فمن المنطقي العمل وفق استراتيجية واضحة تمتد لفترة معينة وعدم النظر مباشرة في الفوز باللقب، لأن تكوين فريق قوي يمر عبر مراحل حسب أغلب التقنيين الذين يكررون ذلك في كل مناسبة.