لا شك أن معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة تزداد عند غياب مرافق وهياكل مكيفة مع إعاقاتهم تغنيهم عن الآخرين، تحفظ كرامتهم وترفع عنهم حرج السؤال خاصة عندما يتعلق الأمر بالحاجيات اليومية كالتنقل، العمل وقضاء الحاجة. ولكن نسجل بكل أسف أن الهياكل العمومية في الجزائر مازلت تفتقر إلى مثل هذه المرافق المكيفة التي تسهل على المعاقين يومياتهم فوسائل النقل العام بمختلف أنواعها تنعدم فيها تماما التجهيزات الخاصة بالمعوقين التي تسهل عليهم الركوب في الحافلات أو القطارات مما يستدعي تدخل المواطنين للمساعدة برفعه وهو على كرسيّه المتحرك إلى داخل الحافلة أو القطار بطرق بدائية ناهيك على أن أغلب الإدارات العمومية لا تتوفر بدورها على ممرات خاصة بالمعوقين حركيا أو المكفوفين، أما دورات المياه الخاصة بهم فهذا ليس في جدول الأعمال مما يجعلهم في حاجة إلى مساعدة الآخرين بصفة مستدامة؟.
إن اليوم الوطني للمعاق يجب أن يكون محطة لتقييم ما أنجز لصالح هذه الفئة على اعتبار أنها تحتاج إلى رعاية خاصة، تحتاج إلى استيفاء الشروط الضرورية لضمان الحد الأدنى من الخدمات لهذه الفئة التي لا تزال تعاني الكثير رغم وجود ترسانة قانونية بأكملها تضمن لهم الاستفادة من حقوقهم وتسمح لهم بالعيش الكريم بعيدا عن نظرات الشفقة والإحسان التي تزيد من المعاناة النفسية لهؤلاء لتضاف إلى معاناتهم الفسيولوجية.
إن الجانب المادي له دور كبير في التخفيف من أعباء وتبعات الإعاقة مهما كان نوعها إلا أن المنحة التي يستفيد منها هذا المعاق حاليا لا تسمن ولا تغني من جوع، فهل من المعقول أن يستفيد هذا الأخير من 4000 دج شهريا أي 133 دج يوميا وهو مبلغ لا يؤمّن حتى الحفاظات اليومية التي يحتاجها بعضهم؟ .