غدا هوعيدهن العالمي، يوم تريده كثيرات للفرح والاحتفال، ربّما بما انتزعنه من حقوق ومكاسب، أوبما بلغنه من رتب ورفاهية، أوفقط لاغتنام فرصة للغبطة والسّعادة التي أصبحت عملة نادرة في زمن الحروب والبؤس هذا.
وإذا كانت المرأة المبتهجة بحياتها، التي تعيش في مجتمعات آمنة مرفّهة، ستجد غدا رفيقا يشاركها فرحة العيد ويهديها وردة حمراء، فإنّ نساء كثيرات لا يدركن حتى كنه هذا العيد، وكلّ همّهنّ في الحياة أصبح محصورا في قوت يومهنّ، ومكان آمن يحفظ سلامتهن وشرفهنّ.
وبعيدا عن أجواء الاحتفال والدلال الذي يميز عيد المرأة في عوالم الغرب المتعالي، دعنا نعيش المناسبة مع النساء اللاتي سرق الاحتلال احتفالهنّ بعد أن سطا على أرضهنّ، لتتأجل أفراح الأعياد كلّها بالنسبة للمرأة الفلسطينية التي تعيش الويلات تحت سوط الجلاد الصهيوني، ومثلها الصحراوية التي تعاني البؤس والفاقة على أرضها المغتصبة، دون ان ننسى نساء بلدان «الربيع الدموي» اللاتي أصبح همّهن الوحيد انفراج الوضع ببلدانهن التي التهبت بنيران الاحتراب الداخلي وسقطت في فخّ صراع أبناء الوطن الواحد، وبات أمل المرأة في سوريا، واليمن وليبيا، الخروج إلى برّ الأمان من أزمات تمدّدت واستفحلت مخلفة مئات الآلاف من الضحايا واللاجئين والمشردين وشرخ يتهدّد وحدة الشعب والأرض.
وحتى تكتمل فصول المعاناة، دخلت التنظيمات الارهابية على الخط بعنفها ودمويتها لتتحول حياة نساء كثيرات إلى جحيم حقيقي، ونذكّر بالمناسبة بمأساة فتيات شيبوك ودابتشي بنيجيريا اللواتي اختطفهنّ دمويو»بوكوحرام» بين 2014 والشهر الماضي، ليجعلهنّ إما وسيلة للاشباع الجنسي أولتجنيدهنّ في عمليات انتحارية أوفقط لتحويلهنّ الى ورقة للمساومة والابتزاز.
لقد تحوّلت المرأة في دول عديدة الى هدف مفضّل للدمويين،وبدل أن تتلقى حزاما من ذهب، يشدّ الدمويون على خصرها حزاما ناسفا ليقذفوا بها في سوق أومدرسة أوشارع مكتظ بالمارة لتنفجر وتقتل معها عددا كبيرا من الضحايا.
في الواقع، نحن لا نضع أيّة نظّارة سوداء، فالوضع قاتم وليل الكثيرات داكن، ومن واجبنا أن نلفت الانتباه إلى ما تعانيه المرأة تحت نير الاحتلال، ونفتح نافذة أمام العالم ليرى الانتهاكات والمظالم التي تطال الفلسطينية والصحراوية وندعوه ليكسّر صمته وينهي تواطأه ويتدخل وفق قرارات الشرعية الدولية، لإعادة الحق إلى أصحابه، ومن واجبنا أيضا أن نلفت الانتباه الى ما تعانيه المرأة في بلدان «الربيع الدموي « وحيث تستقر الجماعات الارهابية عسى أن يتحرك الضمير الانساني ليعيد لهذه المرأة حقّها في العيد وقبلها في الحياة الآمنة المستقرة.
ورغم هذا الوضع القاتم، كلّ عام ونساء العالم بألف خير.