الصحراء الغربية... الدولة هنا

أمين بلعمري
28 فيفري 2018

تعتبر جبهة البوليساريو حالة استثنائية في حركات التحرر الوطني، حيث استطاعت و هي في خضم كفاحها المسلح ضد الاحتلال إنضاج فكرة بناء دولة معترف بها لديها مؤسسات دستورية استطاعت الحصول على عضوية منظمات دولية وإقليمية بل كانت من الأعضاء المؤسّسين لإحدى أهم الهيئات القارية وهي منظمة الوحدة الإفريقية التي تحولت لاحقا إلى الاتحاد الإفريقي لتحتفل الجمهورية العربية الصحراوية بعيد إعلانها 42.
شكل الانتقال من مرحلة حماس الكفاح المسلح والاندفاع الثوري إلى مرحلة الدولة بكل ما تقتضيه من التزام و مسؤولية دولية هاجس كل حركات التحرر الوطني دون استثناء بينما تمكنّت الدولة الصحراوية ومنذ تأسيسها قبل 42 عاما من كسب كل هذه الرهانات وأهمها ثقة المجتمع الدولي وذلك من خلال فرض نفسها كدولة لديها مؤسسات قادرة على تسيير الأقاليم المحررة الواقعة تحت سيطرتها وقدرتها على استلام كل أراضيها المحتلة وهذا رغم كل العراقيل والصعوبات والأهم من ذلك أنها التزمت بالاتفاق الأممي الإفريقي القاضي بوقف إطلاق النار بين الجانبين على مدار 27 عاما على توقيعه رغم الاستفزازات المتتالية التي كان آخرها في منطقة الكركرات وهذا في حد ذاته انتصار دبلوماسي قل نظيره استطاعت من خلاله الجمهورية الصحراوية فرض وجهة نظرها لحل النزاع عبر إطلاق مفاوضات مباشرة مع المغرب وهو خيار لديه مصداقية تدعمة المجموعة الدولية في حين راهن المغرب على سيناريوهات تتنافى مع روح القانون الدولي ومع مبادئ الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
في السياق ذاته، يعتبر انضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي بعد انسحابه قبل 35 سنة من منظمة الوحدة الإفريقية احتجاجا على اعتراف هذه الأخيرة بالجمهورية العربية الصحراوية، يعتبر انتصارا كبيرا للدبلوماسية الصحراوية واعترافا بقدرتها على إرغام خصمها على الجلوس معها جنبا إلى جنب من خلال الاعتراف بالوثيقة التأسيسية للاتحاد الإفريقي و ما تحملها من نصوص تدين المغرب بصفته قوة احتلال يضاف إلى ذلك أن هذا الانضمام هو اعتراف صريح بالجمهورية الصحراوية باعتبارها عضوا مؤسسا للاتحاد الإفريقي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19634

العدد 19634

الأربعاء 27 نوفمبر 2024
العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024