كلما تقترب عطلة نهاية الأسبوع إلا وترى الأولياء في حالة استنفار قصوى بسبب الضغط الذي يتعرضون له جراء مطالبة أبنائهم بنقلهم إلى فضاءات الترفيه والتسلية، الموجودة بالجهة التي يقيمون فيها، قد تتوفر في المدن الكبرى لكن غائبة في جهات أخرى مما يضطر أرباب العائلات إلى قطع مسافة طويلة من أجل التمتع بالقليل من الراحة واستنشاق الهواء النقي.
فهل هذه الأماكن موجودة وجاهزة لاستقبال هذا العدد الهائل من الناس؟ سنحاول من خلال هذا الملف طرح الجوانب المتعلّقة بالهياكل، ناهيك عن الخدمات، استنادا إلى مراسلينا في عين المكان وبناء على عينات إرتأينا أن تكون واجهة أولية للاطلاع على هذه المسألة ميدانيا.
كل يوم جمعة أو السبت نصادف الآباء رفقة أبنائهم ذاهبين إما إلى قاعة عرض مسرحية للأطفال أو أفلام خاصة بهذه الفئة العمرية سواء بابن خلدون أو برياض الفتح «ابن زيدون» أو مصاحبتهم إلى ممارسة الرياضة والأكثر منها كرة القدم أو السباحة وهناك من يطلب من ابنه مرافقته إلى السوق للأسف لا ندري لماذا؟ وهذا ما يسجل خلال العطل.. وكان بالإمكان تفادي مثل هذه النقاط، لأنها مضيعة لوقت الطفل وتجعله ضيق الأفق ومحدود الفكر عندما ينقل إلى جهات لا فائدة من ورائها سوى سماع أشياء كبيرة عنه تتجاوزه بكثير.. كما يقف على مناوشات وملاسنات حول حبة بطاطا لم تعجب من اشتراها.
وقد لاحظنا في هذا السياق أن بعض أصحاب المحلات لبيع الألبسة وغيرها لا يترددون في استقبال أبنائهم بداخل مساحة ضيقة جدا وراء المصرف، في حين أن مكانه مكتبة أو شيء آخر.
والأدهى والأمر هناك فئة أخرى من الأطفال لا تخرج من المنزل توضع أمام جهاز تلفزيون مبرمج على قناة معينة طوال اليوم إلى غاية نومها، وهذا ما يؤدي إلى ظهور أمراض لا تعد ولا تحصى بخصوص انعدام الحركة والتواصل مع الآخر.
ولابد من مراعاة الجانب المادي، هناك أولياء لا يستطيعون صرف مبالغ معينة عن الألعاب وغيرها والتي تكلفهم أو تحدث خللا في ميزانياتهم المنزلية، وهناك من يأتي إلى هذه الفضاءات الترفيهية حاملا معه غذاءه أو مأكولات معينة، أو الشاي حتى لا ينفق المزيد من الأموال.
قد تكون هذه العوامل وأخرى من المعوقات التي تعطل العائلات لكن هذا لم يمنع أبدا وجود أعداد هائلة من العائلات في هذه المواقع، حتى المراكز التجارية أصبحت تضيق ذرعا بالإقبال المتزايد والتي لا يمكن أن تتحمله بحكم امكانياتها المحدودة عند البحث عن لحظات للراحة أو تناول أشياء خفيفة.
وعليه، فإن الاستثمار ناقص في هياكل الترفيه والتسلية بمدننا لأن أصحابه يفضلون عودة سريعة لما صرفوه دون انتظار، كما يتفادون العمل في أماكن نائية، وكل ما هو موجود حاليا قديم لم تدخل عليه أي تغييرات تذكر في مجال الأجهزة التي تجاوزها الزمن بكثير في انتظار إعادة تجديد حديقة بن عكنون، وتحسين دنيا بارك.
كل هذا له علاقة مباشرة بمدننا التي تغلق محلاتها على الساعة الخامسة (توقيت إداري)، ماعدا البعض من بائعي الأكل الخفيف أو المقاهي السيبر أو زوايا الشاي، أو مداومة الصيدليات.. أما الباقي فلا أثر لهم، فأين هو شعار مدن لا تنام الذي تبناه البعض، لكن للأسف الكل يفضل القيام بساعاته فقط، والكل يدعي انعدام الأمن ليلا، زيادة على انعدام ثقافة الخروج ليلا عند الجزائريين.