النّفس الجديد

سعيد بن عياد
26 نوفمبر 2016

ضخّ نفس جديد في مسار التعاون الجزائري العربي من خلال الإلقاء بجسور متينة وديناميكية لتعزيز مسار الشراكة الاقتصادية في مختلف القطاعات وتأكيد خيار توسيع الانفتاح على المستثمرين العرب الذين يحملون قيم المبادرة والتعاون المشترك ويجيدون قراءة المؤشرات الاقتصادية والمالية.
إلى جانب المشاريع التي سطرت على أعلى مستوى مع متعاملين من المملكة العربية السعودية يهتمون بالسوق الجزائرية، كان لنظرائهم من الإخوة في دولة الإمارات حضور مميز خلال الأسبوع الماضي من خلال الزيارة النوعية لنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان الذي قاد وفدا من قادة المؤسسات للتعرف على قدرات وآفاق الاستثمار في الجزائر. وهي الزيارة التي تحمل دلالات قوية بالنسبة للشراكة في العالم العربي بالمفهوم الاقتصادي الدقيق بحيث تقوم على مشاريع إنتاجية في قطاعات حيوية بالنسبة للأمن الاقتصادي والمالي والتجاري للدول العربية.
لقد عانى الرأسمال العربي منذ اعتداءات 11 سبتمبر الشهيرة من مطاردة وحصار وابتزاز في أكثر من سوق عالمية بحثا عن الوجهات الاستثمارية الآمنة والأكثر ضمانة، وهو ما توفره السوق الجزائرية من خلال المنظومة التشريعية المحفزة للاستثمار المنتج في ظل مناخ إيجابي وتنافسي يتميز خاصة بحماية وتأمين الاستثمارات وعائداتها.
وبقدر ما تتجسد الاستثمارات وتوسع بقدر ما يحقق أصحابها عوائد مالية قلّما توفرها أسواق أخرى بفضل عناصر القيمة المضافة المحلية لوجهة الاستثمار في الجزائر حيث تنفرد بخصائص إيجابية على غرار الاستقرار وقربها من أسواق إقليمية وقارية وكذا تنافسية عناصر إنتاجية عديدة مثل الطاقة، المنشآت القاعدية والموارد البشرية المكونة والمؤهلة ولكن أيضا المجال الواسع للسياحة المتنوعة التي يمكن للمستثمرين العرب الانخراط فيها بكامل ضمانات النجاح.
ومن أبرز الضمانات التي يحرص عليها المستثمرون وأصحاب المال والمشاريع الجانب الأمني الذي يتميز في الجزائر- ومنذ تجاوز العشرية السوداء وبسط مظلة المصالحة الوطنية- بالاستقرار والسكينة مدعما بإرادة قوية للدولة بتجسيد دولة القانون تفتح الأفق للمبادرة والعمل ضمن إطار واسع للحريات بالمفهوم الشامل.
ويؤكد ارتفاع مستوى الاستثمارات العربية السعودية والإماراتية والكويتية مدى حيوية السوق الجزائرية التي تهيئ الأرضية لبناء جسور للتصدير إلى وجهات مختلفة في إفريقيا خاصة، التي تمثل الأفق بالنسبة للنمو الاقتصادي حيث تتزاحم عليها البلدان الصناعة الكبيرة والشركات العالمية العابرة للحدود. ويتعلق الأمر باحتضان منتدى الجزائر إفريقيا الذي يحضره المتعاملون والشركاء ورجال المال والأعمال من كافة ربوع القارة السمراء للتأكد في عين المكان من مدى التطور الاقتصادي ونجاعة الفعل الاستثماري في الجزائر التي تملك قناعة اقتسام المنافع والتضامن بين الشعوب.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024