احتكر الحديث حول الرواتب العالية التي يتقاضاها لاعبو الرابطة المحترفة الأولى الساحة الكروية في هذه الأيام، أين يسعى مسيرو الأندية إلى إقناع «العصافير النادرة» الالتحاق بنواديهم بعروض مغرية من أجل الوصول إلى النتائج الآنية والابتعاد عن ضغط الأنصار..
لكن يبدو أن هذه الطريقة كثيرا ما كانت غير مجدية تماما كون أن بعض الأندية وبالرغم من أن لاعبيها يتقاضون مبالغ خيالية، فإنهم بعيدين كل البعد عن المستوى المنتظر حتى أن فرقهم تلعب من أجل تفادي السقوط.
والأدهى من ذلك أن بعض الفرق تشتكي الضائقة المالية في الوقت الذي تم جلب عدد معتبر من اللاعبين في الميركاتو الصيفي، والعملية كما يعرف المتتبعون للشأن الكروي تتطلب أموالا كبيرة قد لا تتحملها ميزانية النادي الذي سيضطر إلى مسايرة النسق الذي بدأه وإلا سيجد مشاكل كبيرة لدفع رواتب اللاعبين مما سيرتسم على أداءهم بشكل سلبي في حالة وجود تأخر ما.
وكم من مرة وقفنا على وضعيات «مؤسفة» للخلاف الموجود بين المسيرين واللاعبين، ويكون النادي هو الخاسر الأكبر في تدني نتائجه وفي بعض الأحيان السقوط إلى القسم السفلي.
وبالتالي، فإن البحث على النتائج الأنية لا يعتبر الحل الأمثل للفرق التي عليها إيجاد الصيغة التي تمكنها من رفع نسبة تواجد أبناء الفريق في التشكيلة الأساسية بالتركيز على التكوين والعمل على الأقل على المدى المتوسط .. كون ذكر «العمل على المدى الطويل» يعتبر من الأمور غير الواردة لدى معظم المسيرين.
ومن خلال هذه الوضعية «غير المستقرة» بالنسبة لتعداد أغلب أنديتنا، فإن اللاعب لا يجد ضالته في تكوين منهجي يمكّنه من الوصول يوما ما إلى الفريق الوطني الأول كلاعب أساسي .. والأمثلة عديدة في هذا الإطار كون المنتخب الوطني يحتاج لمدافع أيمن منذ سنوات ولم يتمكن من إيجاده بصفة منتظمة .. وقد يكون زيتي الاستثناء في حالة بروزه في الخرجات القادمة للفريق الوطني ...؟