تدخل زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال إلى المملكة العربية السعودية، في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين التي تعتبر مفصلية، لأنها تعني كامل الدول العربية والإسلامية، بالنظر لمكانة الدولتين.
تعزز الزيارة العلاقات الثنائية بين بلدين وضعت فوق كل اعتبار، تعتمد على مبدإ عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام مواقف الآخر.
يعتبر موقف السعودية من الاجتماع غير الرسمي لمنظمة «أوبك»، الذي احتضنته الجزائر نهاية سبتمبر الماضي، الموافق على تخفيض إنتاج البترول، دليلا قاطعا على أن الاحترام هو السمة الغالبة على العلاقات بين البلدين ومراعاة المصالح المشتركة والمبادرات التي تصبّ في الصالح العام، خاصة للعرب والمسلمين، وهي ما يجمع البلدين أكثر ما يفرق بينهما.
وأظهرت المحادثات التي جمعت مسؤولي البلدين الاهتمام البالغ بشؤون الطاقة والتحضير لقمة أوبك المنتظرة نهاية الشهر الجاري بفيينا، وما ستسفر عنه من قرارات تخفيض الإنتاج والدول التي ستستفيد من الاستثناءات، كنيجيريا وليبيا، للوصول إلى أسعار في مستوى تطلعات ستساهم في التقليل من ضغط الأزمة المالية والاقتصادية التي تهدد الكثير من الدول.
كما أن ارتفاع نسب العجز والديْن الداخلي والخارجي وارتفاع تكاليف الدعم الاجتماعي، كلها أمور تفرض التحرك لضمان استمرار مسيرة التنمية في مختلف البلدان، خاصة البترولية. وهو أمر تتفق عليه الجزائر والرياض.
وتؤكد المؤشرات، من خلال حضور وزراء الطاقة والصناعة والشؤون المغاربية والإفريقية من الجانب الجزائري، المحاور الكبرى للزيارة التي تتمثل في مناقشة الأوضاع العربية وإمكانات ترقية سبل الاستثمار بين الدولتين ودراسة مختلف التحولات الإقليمية والعالمية للتقليل من بؤر التوتر ومساعدة العالم العربي والإسلامي على تجاوز مرحلة ما يسمى بـ «الربيع العربي» التي استنزفت كل القدرات العربية ورفعت من ميزانيات التسلح.