اليقظة

جمال أوكيلي
14 نوفمبر 2016

كلّما تساقطت الأمطار الأولى، ينتاب المواطن ذلك الهاجس النّفسي خوفا من امتلاء الطّرق بالمياه وانسداد البالوعات والمجاري المائية، أو حدوث فيضانات جرّاء تراكم المياه، وتسرّبها إلى الأماكن المنخفضة منها السّكنات الأرضية  والأقبية، وغيرها من تداعيات هذه الكميات المتهاطلة.
وتفاديا لأي توقّعات، سارعت العديد من البلديات إلى اتّخاذ إجراءات قبلية، وبالضّبط في فصل الخريف على الأقل لتنقية كل تلك الأماكن، وتنظيف جميع المواقع التي قد تؤدّي إلى حالات خطيرة بحكم ما اعتادت عليه في السّابق.
هذه العملية ليست بالهيّنة، بل تتطلّب وسائل هائلة تسمح للمصالح المعنية بإنجاز عمل في المستوى المطلوب، بمعنى ألاّ يتكرّر الوضع السّابق الذي أثر في المكان، غير أنّه في كثير من الأحيان يلاحظ أنّ الطّرق مغمورة بالمياه لا يدري أحد ما يحدث؟ بالرّغم من تدخّل الجهات المعنية.
الأعمال اليومية الموجّهة للاعتناء بالمحيط والحفاظ على الفضاءات غير مندرجة ضمن نشاطنا اليومي أو في ثقافتنا، وهذا يعود إلى ذهنية بعيدة عن الحس المدني والنّفس الطّويل في تأدية العمل المطلوب، لذلك لا نستغرب من وقوع فيضانات في مدننا عند سقوط الأمطار.
ويسجّل في الكثير من النّقاط أنّ المجاري المائية أو البالوعات غير محمية بتاتا، كونها معرضة لكل  أنواع الأتربة والحجارة، وهناك من يستغلّها لتبديل زيت السيارة، وإلقاء فيها سوائل ثقيلة لا تترك أو تمنع المياه من السير باتجاهات أخرى وبالسّرعة المطلوبة.
هذا الوضع أدّى إلى بلوغ هذه المنافذ المائية درجة من التشبع يصعب التّعامل معها بالوسائل التّقليدية، أي تسريح الانسداد فقط، هذا غير واقعي وما هو إلاّ عمل ترقيعي لا أكثر ولا أقل، فلا يعقل أنّه في كل مرة يعود أعوان البلدية إلى نفس المكان للعمل، وقد كان محل أشغال عديدة من قبل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024