بالرغم من اعتماد العديد من أندية النخبة على مدربين ذوي خبرة كبيرة أو أجانب، إلا أن البعض منهم اختار مدربين «شبانا» إن صح التعبير، أي أنهم لا يملكون مشوارا طويلا كمدربين ومع ذلك يسيرون بخطى ثابتة نحو إثراء معارفهم وسجلهم.
فقد سعد كل المتتبعين للكرة الجزائرية لرؤية اللاعب الدولي السابق عمر بلعطوي يحوّل مولودية وهران من فريق اعتاد على اللعب من أجل النجاة من السقوط في السنوات الأخيرة إلى فريق ينافس على المراكز الأولى حاليا .. كون هذا المدرب لعب على أعلى مستوى و«امتهن» التدريب مباشرة بعد نهاية مسيرته كلاعب، وبفضل «طبعه» الهادئ والصارم في نفس الوقت يسير بلعطوي على خطى المدرب السابق لوفاق سطيف خير الدين ماضوي الذي تمكن في فترة وجيزة من الفوز مع ناديه بكأس رابطة الأبطال الإفريقية قبل أن يخوض حاليا تجربة بالدوري السعودي.
فالثقة التي يضعها مسيرو الأندية في مدربين شبان أعطت في الكثير من الأحيان نتائج باهرة، كون هذا المدرب يعرف جيدا تفكير اللاعب الجزائري، وقرب السن بينهما يجعل «الرسالة» تمر بشكل أفضل في رأي العديد من اللاعبين الحاليين.
كما أن الثنائي شريف الوزاني ودزيري كسبا رصيدا مهما في هذا المجال بمرور المدربين بالعديد من الأندية .. ويتم الاستعانة بخدماتهما في كل موسم .. مما يؤكد الثقة التي يراها مسيرو الأندية في اللاعبين الدوليين لسنوات التسعينيات.
وبهذه الكيفية نتحدث فعلا عن وجود الخلف في هذه المهنة «الصعبة» التي لا تعترف باسم المدرب في كل الحالات بقدر ما يعترف الكل بالنتائج التي حققها هذا المدرب .. حتى أن العديد من اللاعبين الكبار في العالم لا يرون أنفسهم بعد اعتزالهم يمرون للجهة المقابلة والانطلاق في «مشروع مدرب» لأنهم يعلمون أن الحنكة والصبر والتضحية تكون دائما عناوين بارزة لمهنة المدرب، خاصة في ظل تركيز الكل في بطولتنا على النتيجة الرقمية قبل رؤية العمل الذي يقوم به المدرب ...؟