أبان الرئيس الأمريكي الجديد “دونالد ترامب”، المنتمي للجمهوريين، عن دهاء سياسي كبير من خلال اتهامه للديمقراطيين، وبالدليل، بوقوفهم وراء فيروس ما يسمى “داعش”، مؤكدا أن الفتن والحروب التي يعرفها الشرق الأوسط والعالم بصفة عامة، تقف وراءها السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية التي تقررها دوائر صناعة السلاح واللوبي الصهيوني.
بهذا الاعتراف الذي تزامن مع مشاركة أمريكية واسعة في حروب الموصل بالعراق والرقة بسوريا، يؤكد أن واشنطن على عهد جديد في السياسة الخارجية والتي أكيد لن تكون رحيمة على العرب والمسلمين، إلا أنها قد توقف الهجمات العسكرية عليهم، مقابل العمل على السيطرة على ثرواتهم من خلال طرائق جديدة سنكتشفها مع ترامب.
إن نظرة ترامب للإرهاب، الذي يعتبره فيروسا مخبريا من صنع أجهزة المخابرات الأمريكية والغربية بصفة عامة، تم طرحه في الدول المستهدفة على أن تقوم المؤسسات الإعلامية الكبرى المتمركزة بتضخيم الظاهرة الإرهابية وجعلها بعبعا يخيف الجميع ومنه تتجه الدول المستهدفة المغلوبة على أمرها لاقتناء الأسلحة من الدول التي تقف وراء صناعة تلك الفيروسات الإرهابية والتي تأخذ ألوانا وتسميات مختلف براقة، من “القاعدة” إلى “داعش” و«جبهة النصرة” و«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي”، حيث كانت سمّا وطعما للشباب العربي لتصفية أنفسهم فيما بينهم ولصالح الصهاينة في نهاية المطاف.
إن النظرة الحقيقية للظاهرة الإرهابية التي أعلنها خليفة أوباما، ستكون لطرح الجزائر التي كانت نظرتها ورؤيتها للأمور صحيحة. وقد يتراجع المد الإرهابي إاذا تحرك ترامب لصالح الجبهة الاقتصادية ورجال الأعمال أكثر من تجار السلاح الذين جعلوا كل رؤساء الولايا المتحدة الأمريكية رهائن وتمت تصفيتهم عندما حاولوا الخروج عن الصف.
إن ردود الفعل الارتدادية النابعة من صدمة الكثيرين من وصول ترامب تعتبر عادية، بما أن الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية تحكمها التناقضات ووسائل الإعلام التي تكون قد خدعت هيلاري وأوهمتها بالفوز، في الوقت الذي شكلت فيه رأيا عاما معاكسا دعمته عمليات سبر الآراء، المعلنة والخفية، والتي كانت سببا رئيسا في توجيه السلوك العام للناخبين الأمريكيين.
فترامب ومن خلال استغلال الوضعية المالية الصعبة للكثير من لوبيات الإاعلام والتي تكون قد وجدت في ترامب الشخص المناسب لتغيير مضامينها والبحث عن جمهور جديد سئم من واقع الولايات المتحدة الأمريكية ويبحث عن واقع جديد ومضامين إعلامية جديدة، ولو افتراضيا، بعيدا عن التهديدات الأمنية والإرهاب، وهو ما سيعيد لها الجمهور وملايين الدولارات من عائدات الإشهار بعد تراجعها بطريقة رهيبة في وقت الديمقراطيين.
وبين هجمات 11 سبتمبر وقانون “غاتسا” وغيرها من الملفات المرتبطة بالإرهاب، سيكون العالم كله مشدودا للبيت البيض وما ستسفر عنه الأيام المقبلة من خطوات الرئيس 45 للولايات المتحدة الأمريكية.