ما أجمل الوفاء الذي جسدته صورة إطلاق أسماء كبار القادة والمناضلين إبان الثورة التحريرية على مواقع للجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني.
هي وقفة عرفان تنقل للأجيال قيم التواصل والانتماء، عنوانها خير خلف لخير سلف، تتضمن رسالة قوية ينبغي لمختلف القطاعات الأخرى أن تقتدي بها.
كم من قلعة اقتصادية ومنشآت ضخمة تقف شامخة عبر امتداد التراب الوطني تستحق أن تحمل أسماء لأبطالنا الذين أنجزوا ملحمة بعظمة المعجزة لاسترجاع السيادة الوطنية.
حتى أسماء زعمائنا الأولين ممن لاتزال جماجمهم محتجزة إلى اليوم في متحف الإنسان بفرنسا، تستحق أن تكتب على مقرات الدولة ومرافقها في الخارج وفي عقر من نكل بهم وقطعوا رؤوسهم ليخفوها في خزائن الجرائم الكبرى.
إن التاريخ مهما كانت سرعة الحياة، ينطق ويكسر جدار الصمت فيخرج من حيث لا يدري مزوّروه وكاتموه وراء البحر، ليتحول في لحظة إلى محكمة صامتة تلقي بظلالها على المشهد لتدين الضمير الاستعماري والضغط عليه حتى يعلن اعتذاره.
ويمكن بلوغ الهدف بإزالة الغبار عن تلك الحقبة، من خلال إبراز عظمة الأبطال عن طريق نحت أسمائهم وكتابة القصص عن رجولتهم، وكذا كشف المستور عن جرائم قادة ومسؤولي الاحتلال، إنصافا للتاريخ الذي يمثل مصدرا للتزود بالروح الوطنية وتجديد العهد مع رسالة الشهداء.