الزعامة الأمريكية ...

فنيدس بن بلة
22 أكتوير 2016

«كل شيء يصب في خدمة المصلحة الأمريكية وتسويق صورة عن طريقة حياتها “واي أوف لايف” بهذه الدولة العملاقة التي نجحت منذ 1776 أن يبقى قوة مؤثرة موجهة للعلاقات الدولية محتكرة للقرار الدولي مخالفة نظرة مؤسس علم الاجتماع بن خلدون ونظريته حول الدول التي تمر بمراحل شبيهة بعمر الإنسان من الطفولة إلى الشيخوخة والانهيار”.

خالفت الولايات المتحدة هذا الطرح وشكلت الاستثناء في تاريخ الدول وتطورها وصيرورتها باقية تسير على النهج السياسي معتمدة الإستراتيجية التي تبقيها قوة أولى في الخارطة الدولية.هكذا أعطى الجامعي محمد هدير صورة عن الولايات المتحدة ومؤسساتها النشطة وأدوات صنع القرار التي تتفق كلها حول نقطة واحدة وحيدة لا تقبل المساس: التمادي في احتلال الصدارة والتمركز في أعلى هرم النظام السياسي الدولي.
وظفت أمريكا كل شيء من أجل السير في هذا الاتجاه سياسيا،اقتصاديا، استراتيجيا واستخدمت بدهاء مؤسسات بروتون وودز والمنظمات الدولية وحلف الناتو في هذه المعركة التي لا تتوقف في الزمان والمكان. وظفت هذه الآليات واعتمدت منظومة اتصال وتواصل مع النخب لاستقطاب أكثرها قوة وتأثيرا وفائدة في مختلف جهات المعمورة لمرافقتها.
وأقوى سلاح على الإطلاق في تسويق الصورة عن أمريكا التي يجب أن تكون، وسائط الاتصال من إعلام، دور الثقافة، مواقع الأنترنيت والسينما التي ظلت على الدوام واجهة في ترسيخ ما تريده الدولة العملاقة في ذاكرة الآخر، ضميره وأذهانه.صارت هوليوود مصدر ثروة ودخل يفوق إيرادات دول نفطية بدليل بلوغها عام 2015 قيمة 22.5 مليار دولار.
انكب الساسة الأمريكيون على دراسة الآخر الذي يرون أنه الخصم العنيد المناوئ، درسوا موطن قوته واتخذوا منها مصدرا لاستراتيجية كونية غايتها بسط السيطرة والنفوذ.درسوا الدعاية الهتلرية التي ظل يروّجها بنرجسية غوبلز أيام الحرب العالمية الثانية وتوقفوا عند النفوذ الذي تحصلت عليه الايديولوجية السوفياتية.
في كل مرة يصنعون عدوا ويشحنون إيرادات الجماهير للتجاوب معهم والانسياق وراءهم في الحملة الشعواء من أجل عظمة أمريكا.بعد الخطر الأحمر الذي وصف بمحور الشر، الخطر الأخضر الإسلامي الآتي من إيران، والنووي العراقي الوهمي، هاهم ينتقلون إلى الضفة الغربية للشرق الأوسطية محاولين إيجاد عدو إرهابي بالقارة السمراء المهدد لمصالحهم ويصنعون فيلما في هذا الإطار يشرع في إطلاقه بدءا من 26 أكتوبر.
يجري كل هذا بتطبيق للنظرية التي روجها هنري كيسنجر “ لا وجود لأمريكا عدو دائم وصديق دائم بل مصلحة دائمة”. هذه النظرية هي التي تفسر كيف ولماذا تقدمت الولايات المتحدة وتأخر عن الركب الآخرون.

 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024