مرّة أخرى تعود مسألة المدربين وعدم استقرارهم إلى الواجهة وبوتيرة سريعة جدا، حيث سبق وأن تطرّقنا الى هذه المشكلة في وقت سابق، لكن مع وجود أمثلة عديدة فإن ذلك يتطلّب تحليلا معمقا حول عمل هؤلاء التقنيين بمختلف الأندية.
فبعد أن احتكرت «قضية» مغادرة الناخب الوطني السابق رايفاتس لمنصبه، الشأن الرياضي بالجزائر في الأيام الماضية، فإن كل الأضواء سلّطت على مدرب شبيبة القبائل مواسة الذي لم يعمّر طويلا ضمن «الكناري» بالرغم من طموحاته الكبيرة مع الفريق والثقة التي كان يتمتع بها تجاه رئيس النادي حناشي.
لكن الأمور انقلبت بشكل مفاجئ بعد أن لمس أن ثقة اللاعبين قد فقدها عقب النتائج المتواضعة للفريق، أين فضّل ترك السفينة بعد جولات قليلة من انطلاق البطولة لكي يتسنى لحناشي إيجاد الحلول الممكنة.
ويعيش العديد من المدربين نفس الوضعية، وبإمكان «النزيف» أن يكون أكثر في الجولات القادمة من خلال تعبير بعض المدربين عن عدم رضاهم من الوضع الذي يعملون فيه، ليستمر عدم الاستقرار في الأندية من الناحية الفنية، في الوقت الذي كان الجميع يتحدث عن دخولنا «عالم الاحتراف» الذي سوف يجعل العمل طويل المدى هو سيد الموقف لدى أنديتنا.
للأسف الشديد، فإنّ المدرب يبقى يعيش في دوامة بسبب وجود عدة ضغوط في آن واحد، فبعد أن كان الضغط يأتي من المسيرين ثم الجمهور، وحاليا يكون اللاعبون أيضا في هذه المعادلة.
وكل هذه الأمور تجعل كل الفرق تجري وراء النتائج الآنية، والمدرب الذي يأتي للعمل عليه التركيز على النتيجة الرقمية لا غير، حتى أننا أصبحنا نسمع كثيرا جملة «المهم أننا حققنا النقاط الثلاث»، فالطريقة التي يلعب بها الفريق أو اللاعبين الذين يتم اكتشافهم وتشجيعهم للمستقبل أضحى غير مهم بالنسبة لكل المعنيين.
وبالتالي، فإن البطولة المحلية سوف لن تقدّم الاطار الأمثل للاعبينا لتحسين مستواهم والعمل على الوصول إلى الفريق الوطني.