جزائري وأفتخر

محمد مغلاوي
17 أكتوير 2016

لا أحد يشك في مدى اعتزاز الشباب الجزائري بوطنه، وافتخاره بالانتماء إليه ماضيا وحاضرا في الداخل والخارج، وقوة وعيه بقيمه، ودرجة تمسكه بعاداته وتقاليده، وتفانيه في الحفاظ على مبادئه وثوابته. لكن المتجول في شوارعنا وأحيائنا، يلاحظ جنوح بعض الشباب إلى ارتداء ألبسة تحمل أعلاما لدول أجنبية، وأخرى بها كتابات تمجد ثقافة وتاريخ شعوب غربية، لا تمت بصلة بالوطن ورموزه، يُخَيَّل لك أنك أمام شباب ينتمون لبلدان أوروبية أو أمريكية ولا علاقة لهم بالجزائر.
نفس الأمر يحدث داخل بعض المحلات والسيارات وفي الملاعب والقاعات، بحيث هناك من يضع أعلاما أجنبية في واجهة محلاته وداخل سياراته، وتجد شبابا مناصرين لنوادي جزائرية يحملون رايات بلدان ونوادي أوروبية، في تجرد فاضح للانتماء الرياضي، والأدهى أن بعض مشجعي المنتخب الوطني لكرة القدم في المنافسات الرسمية وغير الرسمية، يقبلون على الملعب الذي يحتضن مقابلاته وهم يرتدون أقمصة لمنتخبات أوروبية وأمريكية لاتينية، ومنهم من يرفع راياتهم دون خجل وحياء.
صحيح أن هؤلاء الشباب هم قلة، يقومون بذلك من باب الانفتاح أو الإعجاب ببلد معين، أو تشجيعا لنوادي أوروبية لها باع طويل وتاريخ حافل بالإنجازات الرياضية، وأن هناك من يقوم بذلك دون وعي أو عن غير قصد، لكن من المخجل أن يصبح أمرا عاديا في مجتمعنا، ولا أحد تحرك لتوعية هؤلاء الشباب وتنبيههم. وهنا نتساءل عن دور الأولياء في توجيه أبنائهم وتقديم النصح لهم، حتى يتخلوا عن مثل هذا النوع من الألبسة، التي لا تشرف العائلة وشباب الوطن، وتعطي صورة سلبية عنهم، خاصة أن الأمر وصل حدا أصبح فيه البعض يتفاخر بارتدائها، وتحولت إلى موضة ومصدر للاعتزاز بالنفس أمام الآخرين.
قد يقول قائل أن هذه الظاهرة بسيطة ولا تستحق الاهتمام، وأن اعتزاز هؤلاء الشباب بالوطن لا جدال فيه، واللباس يدخل في نطاق الحرية الشخصية، لكن هل منا لاحظ مثلا فرنسيا يحمل الراية الجزائرية أو أعلام بلدان أخرى على لباسه أو في ملاعب الكرة أو داخل محله وسيارته، أو لاحظ مثلا أمريكيا يرتدي أقمصة أو أحذية أو سراويل بها علما غير العلم الأمريكي. وهنا يحضرني فيديو انتشر عبر اليوتيوب لإنجليزيين يوبخون مهاجرا آسيويا بالعاصمة لندن، لمجرد أنه عرض عليهم ارتداء قميص منتخب بلاده لدقائق فقط وأخذ صورة معه، فأعطوه درسا لن ينساه في مدى الاعتزاز بعلم بلادهم، وقالوا له لن نلبس قميصك ولو منحتنا مليون جنيه إسترليني.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024