قرابة الأسبوعين وتغلق عملية التّسجيلات بالقوائم الانتخابية استعدادا للاستحقاقات السياسية القادمة المتعلّقة بالمحليات والتّشريعيات بعد انتهاء عهدة هاتين المؤسّساتين الشّعبيتين، والشّروع في دخول منطق المواعيد الحاسمة التي ينتظرها الجميع بما فيها المواطنون والمناضلون، فأين نحن من هذا المسعى الذي مرّ عليه حوالي ١٨ يوما؟
المؤشّرات الأوّلية مشجّعة من باب التّوافد الكبير على مصالح الإنتخابات بالبلديات من قبل الشباب، خاصة الذين ينتقلون يوميا إلى تلك المكاتب قصد تسجيل أنفسهم، وكذلك الاستفسار عن حالات معيّنة. هذا ما لاحظه رؤساء هذه الدوائر، مبدين ارتياحهم الكامل للتحوّل الذي طرأ على ذهنية هؤلاء.
وهذا الحس الذّاتي ما هو إلاّ تفاعل آلي مع الحركية المتّبعة في هذا المسار، على أن تكون لهذه الفئة الحيّة من السّاكنة لها الكلمة في غضون المحطّات الآتية، ولا يحلّ أحدهم محلّهم في التّعبير عن آرائهم تجاه الذين يريدونهم أن يمثّلونهم في المجالس المحلية والبرلمانية. هذه هي الرّسالة التي يرغب الكثير منهم إبلاغها للآخر عبر هذه المشاركة، على أنّ الحضور سيكون قويا خلافا لما يدّعيه البعض.
لذلك، فإنّ إقدام الأشخاص على تعزيز هذه العملية ليس عملا تقنيا بحتا، وإنما دلالات سياسية عميقة وبعيدة المدى، ألا وهو إزالة ما يعرف بـ «الفراغ» الذي كانت تتركه مستويات من الأعمار وخاصة الشباب، الذي يعوّل عليه كثيرا في إبداء رأيه حيال ما يشهده الوطن من انتقال إلى محطّات رحبة، وآفاق واعدة في تعميق العملية السياسية.
ويأمل المعنيّون التكفل أكثر بمسألة الإشهار فيما يتعلّق بالتّسجيل في القوائم الانتخابية على مستوى البلديات، فإلى غاية يومنا هذا، لا يوجد شيء يوحي بذلك ما عدا النّداء الذي تبثّه القناة الثّالثة للتّلفزيون الجزائري، ونعتقد بأنّ هذا الجانب الإعلامي قد يكون وراء عدم إدراك المواطنين لأهمية العملية في مسيرتهم الشّخصية وتجاه أي حدث وطني بارز، ويمكن للجهات المسؤولة أن تستدرك خلال ما تبقّى من أيام قصد دعوة النّاس إلى تسوية وضعيتهم في أقرب الآجال. أما في زاوية تصحيح مسألة المقر أو دخول هذه القوائم لأول مرة حتى يكون الجميع في الموعد، حتى الأحزاب والعائلات مطلوب منها أن تقوم بهذه المهمّة من باب المسؤولية المنوطة بها لدعم البطاقية الوطنية في هذا المجال بإعادة الاعتبار لمفهوم المواطنة، خاصة بالنسبة للشباب المعني الأول بهذه العملية السياسية.