تمتلك الجزائر وتونس مقومات تكامل اقتصادي من شأنه أن يعود بالفائدة على البلدين، من خلال استغلال مختلف الإمكانات المتاحة، خاصة بالمناطق الحدودية.
تنسق الجزائر وتونس على مختلف الأصعدة لتعزيز مكافحة الإرهاب واسترجاع السلم والاستقرار في الجارة تونس، من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية والعمل المشترك على حماية الحدود من خطر الجماعات المتطرفة.
وتعمل الجزائر وتونس، التي تعرضت لعديد الهجمات الإرهابية على صد زحف الجماعات الدموية التي تحاول الهروب من ليبيا بعد تضييق الخناق عليها في سرت.
الجزائر، التي تمكنت من إفشال كل محاولات توغل الإرهابي “داعش” وقوافل الأسلحة عبر الحدود، تقف إلى جانب تونس في مكافحة الإرهاب الذي يحاول زعزعة المنطقة وضرب قطاعها السياحي الحيوي.
وتدخل زيارة رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، في سياق تبادل الزيارات الدورية بين مسؤولي البلدين لبحث سبل تعزيز العلاقات السياسية والرقي بالعلاقات الاقتصادية إلى مستويات عليا.
تونس، التي تمتلك تجربة ممتازة في الجانب السياحي، ممكن أن تفيد الجزائر من خلال إقامة مشاريع مشتركة وإبرام عقود شراكة، خاصة في مجال تسيير المركبات السياحية واستغلال مختلف الإمكانات الطبيعية لاستقطاب رؤوس أموال جديدة تعود بالنفع على الطرفين.
يعتبر ملف التهريب عقبة في تطوير العلاقات الاقتصادية، حيث تنشط عبر الحدود بين البلدين مجموعات كبيرة من مافيا التهريب، بدأت تأخذ من تجارة السلاح والمخدرات وسيلة لتهديد السلم والأمن بين البلدين وزرع الشك والخوف بين سكان المناطق الحدودية الذين يطالبون دائما بزيادة المشاريع التنموية والاقتصادية التي تستقطب الشباب وتحول دون انتشار النشاطات الموازية ودخولهم عالم الجريمة المنظمة.
من المجالات التي يمكن أن تأخذ حيزا هاما من الاهتمام، التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، حيث يعمل البلدان على تعزيز زيارات التبادل واستكمال مشاريع الدكتوراه والدراسات العليا، بما يعطي قيمة مضافة للبلدين في مختلف المجالات من خلال توفير الجو الملائم للباحثين والتفكير في تقديم مشاريع مشتركة.
من المجالات الأخرى الاستراتيجية، تعزيز التعاون الصحي، حيث تمكنت تونس من استقطاب عديد الجزائريين في مختلف مصالحها لتلقي العلاج من مختلف الأمراض وهو ما يمكن أن يكون محل اتفاقات مشتركة لتقليص الأعباء وعقد توأمة بين مختلف المصالح الاستشفائية لتحسين الخدمات الصحية خدمة لمواطني البلدين.