إن حل الأزمة الليبية لن يكون إلا باجتماع الليبيين فيما بينهم وتسوية الخلافات البسيطة العالقة للتفرغ لمعركة إعادة الإعمار والبناء، وتمكين الشعب الليبي من ممارسة حياته اليومية دون خوف ولا فزع.
ويبقى سعي الليبيين لحل مشاكلهم متواصلا من خلال المشاركة في مبادرة جمع الشمل وتقرب الإخوة الأشقاء بين محور طرابلس بنغازي بعيدا عن التعصب، والتصلب في معالجة القضايا.
لقد أكدت زيارة رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج للجزائر نوايا الليبيين في الاعتراف لبلادنا على تحفيز الليبيين على الالتقاء فيما بينهم وتغليب لغة الحوار، للتسوية السياسية.
إن تعدد العواصم التي تدعو الأطراف الليبية لمباشرة حوار وطرح أفكار حل المشاكل ليست كلها جدية فالأكيد أن البعض يحاول قتل الأزمة الليبية بالوقت والعمل على زعزعة الداخل الليبي، من خلال الترويج للتدخل العسكري في ليبيا، وتضخيم تواجد ما يسمى بـ»داعش» لتبرير بعض المبادرات المشبوهة.
إن خيرات ليبيا لن تكون إلا للشعب الليبي، الذي دفع الكثير منذ أكثر من 04 سنوات ويستحق بعد كل هذه التضحيات أن يعيش في سلام وأمن ويستفيد من خيراته الاقتصادية.
نجحت ليبيا في محاصرة ما يسمى «داعش» في سرت وأبطلت الأقاويل والتأويلات التي كانت تشكك في قدرة البنيان المرصوص على استرجاع سرت ومحاصرة مرتزقة النفط، الذين كانوا يبيعون برميل النفط بأسعار بخصة في أعالي البحر الأبيض المتوسط، ويجنون ملايين الدولارات من الحراڤة الذين يرغبون في الهجرة نحو دول شمال المتوسط.
وجددت الجزائر في الكثير من المرات رفضها التدخل في الشأن الليبي القادر بعد التوافق على تمكين حكومة الوفاق الوطني من قيادة زمام الأمور وتحقيقها العديد من النجاحات العسكرية والدبلوماسية في انتظار توحيد الصفوف والقضاء على من يرغب في خلق أزمة بين قوات حفتر وحكومة الوفاق الوطني وملف الهلال النفطي وغيرها من السيناريوهات لإبقاء الوضع كما هو عليه في ليبيا.