متى الإنفراج؟

فضيلة دفوس
04 أكتوير 2016

بنفس التحدّي والتطاول على الشرعية الدولية التي صاحبت غزوه للأراضي الصحراوية قبل أربعين سنة،عندما جرّ مواطنيه في مسيرة احتلالية  ليغرق الإقليم الذي خرج لتوّه من سيطرة المستعمر الاسباني ويفرض تغيير تركيبته السكانية، يواصل الاحتلال المغربي اغتصاب القرارات الأممية وتجاوز حتى الاتفاقيات التي وقّّّّّّّّّّّع عليها شخصيا، كاتفاق وقف إطلاق النار الذي صادق عليه في 6 سبتمبر 1991 جنبا إلى جنب مع جبهة البوليساريو تحت إشراف المنظمة الدولية، ما يعيد عقارب الزمن إلى الوراء وينذر باستئناف القتال، الأمر الذي يضع المنطقة كلها على فوهة بركان بسبب الغطرسة وسياسة الأمر الواقع التي يصرّ المغرب على فرضها لترسيم استيلائه الغاصب على الإقليم الصحراوي.
في الواقع لم يترك الاحتلال المغربي وسيلة أو حيلة إلا واستعملهما لإجهاض تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، وخلال ربع قرن كامل من وقف إطلاق النار، عمل كل ما في وسعه ليرسّم احتلاله للأرض الصحراوية مستفيدا من دعم  دول متواطئة تحمي ظهره  في المحافل والمحاكم الدولية مقابل مشاركته نهب ثروات الصّحراويين النائمة في باطن الأرض أو في عمق الأطلسي.
لم يدّخر المغرب أسلوبا استعماريا إلا واستعمله ضد الصحراويين من قتل وقمع واعتقال لإرغامهم  على التّسليم بالأمر الواقع والقبول بسلطته من منطلق حكم القوي على الضعيف، وتطاوله لم يقتصر على الصحراويين الذين ظلّوا ولازالوا متمسكين بأرضهم ومستعدين للعودة إلى حمل السلاح من أجل استعادتها،بل امتدّ إلى بان كي مون الأمين العام  لمنظمة الأمم المتحدة شخصيا، ومبعوثه الخاص كريستوفر روس، دون الحديث عن «المينورسو»، إذ تجرأ بكل غطرسة وتحدي على طرد مكوّنها حتى لا تكون شاهدا على جرائمه ضد أصحاب الحق.
السياسة الاستعمارية للمغرب تجاوزت كل الحدود وتخطّت كل الخطوط الحمراء، فهو يفتح «نيرانه» على كل من يذكره بالشرعية الدولية ويتطاول على كل من يطالبه بتنفيذ استفتاء تقرير المصير لأنه يدرك تمام الإدراك بأن نتيجته لن تكون في صالحه.
بعد أربعة عقود على الاحتلال، وربع قرن على وقف الحرب، لم يتغيّر شيء من سياسة المغرب الاحتلالية، التي تقوم على مبدأ «الهجوم خير وسيلة للدفاع»، وها هو اليوم يضع الإقليم والمنطقة على كفّ عفريت بخرقه للمنطقة العازلة بالكركارات، ما يفرض تحركا دوليا وأمميا جادا لتسوية هذه القضية، وإلا فإن العودة إلى حمل السلاح بالنسبة للصحراويين ستكون أمرا مفروغا منه، والتصعيد سيكون سيد الموقف ليقود المنطقة برمتها إلى مالا يحمد عقباه وهي في غنى عن أي حرب جديدة ما دامت ملتهبة في أكثر من زاوية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024