من حقّ الجزائريين أن يفتخروا بالإنجازات التي تحققت وتتحقق من يوم لآخر في مختلف المجالات، على أيدي كوادر وكفاءات وطنية خالصة، سعت وتسعى لخدمة البلد في كل الظروف والأوقات، مستميتة في الدفاع عنه في المحافل الإقليمية والدولية، واضعة نصب أعينها مصلحة الوطن والمواطنين.
ومن حقّ الشباب أن يعتبر من هذه الكفاءات والكوادر ويقتدي بها في حياته، ويجعل من نجاحاتهم جرعة أكسجين له للوصول إلى أهدافه وآماله وطموحاته، ويرسم لمستقبله طريقا مشابها للطريق الذي سلكوه، لتحقيق الأفضل والأحسن بكل ثقة وثبات.
ومن حقّ الجيل الحالي أن يهلل لنجاح الدبلوماسية الجزائرية الأسبوع الماضي، في لم شمل أعضاء “أوبك” باتخاذ قرار تاريخي لم يحدث منذ 8 سنوات، فنالت التقدير من مختلف الوفود المشاركة وغير المشاركة، والاحترام من الدول الشقيقة والصديقة، تضاف للمكاسب الدبلوماسية السابقة.
ومن حقّه كذلك أن يعتز بإطلاق الوكالة الفضائية الوطنية ثلاثة أقمار صناعية دفعة واحدة، أنجزها جزائريون، معلنين دخول بلدنا عالم الفضاء من أوسع أبوابه، مجسدين بذلك استراتيجية بعيدة المدى لتكون الجزائر ضمن الكبار في هذا المجال مستقبلا.
ومن حقه ألا يفاجئ بهذه النجاحات المتواصلة رغم الأزمات والهزات و«النيران” التي تحيط بنا، والتحولات والتغيرات التي يعرفها البلد والعالم ككل، ما يؤكد كفاءة النخب والكوادر الوطنية، التي ما فتئت تحقق الانتصارات تلو الأخرى، في عصر لا مكان فيه للضعفاء.
ومن حقه أن يثّمن الإرادة القوية لولاة الأمور في خدمة الوطن على جميع الأصعدة، ويقدر العمل الدؤوب لمختلف المؤسسات الوطنية حاضنة الكفاءات، التي رغم المشاكل والعراقيل إلا أنها مازالت تكوّن وتؤطر أجيال، هي الآن تواكب التقدم التكنولوجي، وتمجد العلم والمعرفة، وماضية قدما نحو النهضة والتطور على المديين المتوسط والطويل.
ومن حقّ هذا الجيل أيضا أن يطالب المسؤولين باهتمام أكبر وتشجيع دائم وتخطيط جيد، وفق رؤية واضحة، حتى يفجر طاقاته وقدراته الهائلة في مختلف الميادين، لتحقيق إنجازات ومكاسب أخرى، وجعل البلد أكثر قوة وصلابة في مواجهة مختلف التحديات الراهنة والمستقبلية، ووضعه في المكانة التي يستحقها بين الأمم، لأن من صنعوا النجاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدبلوماسية والفضائية السابقة والحالية، يوجد أمثال لهم في كل ربوع الوطن، بإمكانهم أن يكونوا خير خلف لخير سلف، ينتظرون فقط من يتبنى أفكارهم ويطور معارفهم ويرافق مشاريعهم.