التوقعات التي راهنت عليها بعض الأطراف في فشل قمة الذهب الأسود بالجزائر وراحت تؤجج منابر الفتنة وتطبّل وتدعي ما ليس لها به علم تارة، وتارة أخرى تسابق الأحداث والزمن في محاولة لإفشالها.. سقطت في خيبة ذريعة بعد قرارات تاريخية وسيادية فاجأت العالم.. واعتبرها الخبراء بالقمة المفاجئة في تاريخ هذه المنظمة، بحيث لم يكن منتظرا أن تحمل بصمة الجزائر النجاح والتفاهم والاتفاق.
محاولات قطع الطريق أمام قمة نادي الصنوبر والتشويش على قراراتها الإيجابية.. قبل المحادثات وخلالها، وإن كانت منتظرة، والتكهن بفشلها.. سيكون حتما إضعافا لدور الدبلوماسية الجزائرية، وهو ما لم يكن في مستوى هذه الخيبات المجانية، بعد محاولة تعكير سير الأشغال والتآمر على قراراتها عن بعد.
ليس بعيدا عن أشغالها.. حاولت دوائر فرنسية إظهار ملف الحركى وجعله طوق نابليون المنقذ تارة، وتارة أخرى تعتبرهم خونة لا يمكن الثقة فيهم بعدما باعوا وطنهم، ليكثر اللغط وإقحام الجزائر في سجال طويت صفحاته إلى الأبد.
في الضفة الأخرى من المتوسط، يسقط المخزن في تأليب صحافته المسعورة، لتسقط هي الأخرى في صبّ الزيت على النار، معتبرة نجاحات القمة إذلالا لبعض الأطراف العربية، مما يعزز دور الجزائر في المنطقة وفي المنظمة، بعد تسقيف نظام الذهب الأسود.
تزامن نجاح القمة بتواريخ لأحداث بقيت شاهدة وعالقة في أذهان الجزائريين لن تنسى ولن تمحى من ذاكرتهم. وإن كانت مآسي هذه الأحداث وتبعاتها، وخيمة ومأسوية، فإن صناعة الأمل والخروج من نفق الإرهاب هو أيضا صناعة جزائرية وبصمة وطنية بامتياز.
مجزرتا بن طلحة والذئب الجيعان في حق معلمات ببلعباس، لم يكونا ليمرا دون ترك أثرهما البالغين، لأن وقعهما في نفوس الجزائريين رسم وشما لا يمحوه التقادم. وليس بعيدا عنهما أسكتت آلة الإرهاب حنجرة طالما غنت للشباب ورسمت أحلامهم وهو الشاب حسني.
ليكون الشهر نفسه موعدا لمصالحة وطنية بين أبناء الجزائر، تنسى فيه الأحقاد وتهدأ النفوس ويعم الأمن والاستقرار، وتطوي الجزائر سجلا دمويا عانت منه طيلة عشرية ونيف، فيما بقيت دول القمة بالأمس القريب في موقف المتفرج دون تحريك ساكن، هاهي اليوم تقف موقف المؤيد والداعم والمساند لبلد غرق في الدم ليكبر في العيون كما يكبر الورد من الصخر.