استطاع فريق مولودية بجاية أن يصنع الحدث بقفزة نوعية كبيرة بتأهله الى الدور النهائي لكأس الكاف في وضعية كانت صعبة منذ البداية .. لكن الاصرار والعزيمة والتخطيط التقني المميّز جعل الفريق يسير الى الاقتراب من خطف اللقب القاري.
فأغلب المتتبعين لشؤون الكرة في الجزائر لم ينتظروا وصول هذا النادي الى القمة القارية، وذلك لعدة أسباب أولها أن الفريق يفتقد للخبرة في المنافسات الدولية، كونه يشارك لأول مرة فيها .. كما أن الظروف الصعبة التي عاشها الفريق في بداية الموسم الحالي جعلته في وضعية غير مناسبة، لأن اللاعبين الأساسيين الذين تألقوا في الموسم الماضي غادروا النادي لايجاد ظروف أحسن.
طرحت عدة أسئلة حول قدرة «الموب» في ايجاد الوصفة الضرورية لمواصلة الطريق في المنافسة القارية من خلال معطيات ليست في صالحه ..
لكن الاختيارات الموّفقة من الناحية الفنية باستقدام المدرب سنجاق المعروف بعمله الفني وخبرته القارية أعطت لمولودية بجاية خطوة اضافية في تحضير المسار القاري .. بالاضافة الى عمل المسّيرين في تعويض اللاعبين الذين غادروا النادي.
خطوة بخطوة استطاع الفريق الخروج من وضعية صعبة بعزيمة لاعبيه الذين أرادوا « التحدي « و فعل شيء كبير للنادي الذي كتب صفحة أخرى لكرة القدم الجزائرية التي بالرغم من الانتقادات التي طالتها منذ سنوات، إلا أن الواقع غير ذلك من خلال المشاركات القارية، أين أصبحت الأندية الجزائرية متعوّدة على الأدوار النهائية.
فبعد المغامرة الموّفقة لوفاق سطيف في رابطة الأبطال التي توّج بها، تمكن اتحاد العاصمة من الوصول الى نهائي نفس المنافسة .. وهذه المرة مولودية بجاية تسير في نفس الرواق الذي قد يعطي لكرة القدم الجزائرية لقبا قاريا آخر في نوفمبر القادم.
من جهة أخرى، فإن هذه النتائج تؤكد مرة أخرى أن امكانيات اللاعب المحلي معتبرة، وبإمكانه تقديم الكثير إذا وجد الظروف المناسبة لتألقه.