بيريز .. إفلات سفاح آخر من العقاب

أمين بلعمري
30 سبتمبر 2016

يموت بيريز أحد العناصر المشكلة للنواة الصلبة للعصابات الصهيونية المسلحة «هاجانا»، التي أبادت وشردت الملايين من الفلسطينيين العزل واستولت على أراضيهم، شمعون بيريز اسم ارتبط بالفظاعات والجرائم وتبقى مجزرة «قانا» عام 1948 شاهدة على وحشية هذا الصهيوني، الذي حاولت إسرائيل أن تجعل من جنازته عرسا يزف فيها كحمامة سلام لتغطي عليه وعلى ماضيها الإجرامي والعنصري وإخفاء حمامات من الدماء أوجدت هذا الكيان من العدم بتواطؤ من الاستعمار الغربي الأمبريالي، الذي شارك في جريمة تقتيل الأبرياء وتشريدهم للسماح للعصابات الصهيونية من إقامة كيانهم.
إن هلاك المجرم شمعون بيريز لا يمكن تصنيفه في حقيقة الأمر إلا في خانة إفلات إرهابي آخر من العصابات الصهيوينة من المحاكمة العادلة، جراء ما اقترفه من فظاعات، كما أفلت قبله الكثيرون من أمثاله على غرار ارييل شارون الذي ارتبط ذكره بقتل النساء والأطفال ودوّن اسمه في سجل أبشع الجرائم التي شهدها القرن الـ20 وهي مجزرة صبرا وشتيلا، التي مرت علينا ذكراها الـ34 قبل أيام.
إن تصرف إسرائيل وعملها على تبييض التاريخ الأسود لأحد رموزها والعقل المدبر لبرنامجها النووي، هو تصرف معروف من كيان قام أصلا على روايات كاذبة، زيفت الحقائق التاريخية وجيّشت دعايتها المغرضة من أجل الظهور بمظهر الضحية دائما، لكن غير المفهوم ولا المهضوم هو تصرف كبار هذا العالم الذين نصبّوا أنفسهم أوصياء على حقوق الإنسان بينما هرول جميعهم إلى تشييع هذا العنصري، وهم يضعون على رؤوسهم قبعات الولاء للصهيونية، وهنا نتأكد من قناعة واحدة هي أن العنصرية والتمييز لا يزالا سيد الموقف وأن ما يتشدق به الغرب من شعارات احترام حقوق الشعوب والعدالة والمساواة.. إلخ، ما هي إلا شعارات موجهة للاستهلاك وتضليل الرأي العام العالمي لا أكثر ولا أقل، ليبقى العزاء الوحيد لضحايا هذا السفاح هو وجود عدالة إلاهية ستلاحق ذلك المجرم في قبره.  

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024