سيظل الشاعر الفلسطيني محمود درويش يلاحق الروح الصهيونية أين ما كانت وحيث ما حلت.. لتظل أشعاره وفية للحرية والانعتاق.. كما الحجارة ظلت ملازمة للطفل الفلسطيني في مواجهة الدبابة اليهودية.. وغطرسة الاحتلال...سيظل شعره فيصلا وسلاحا يرهب ويرغب إلى أخر العمر.
قد ينتهي عمر الشاعر لكن أبيات قصيدته تبقى تردد على الألسن في الشارع والمدارس والمعاهد وفي الأمسيات الأدبية وفي البيوت العتيقة وعلى أشرطة الأقراص المضغوطة... قد تمتد إلى خشبة المسرح.استطاع درويش إحراج وزيرة ثقافة الكيان الصهيوني وطرحها أرضا وتسبب في مغادرتها للقاعة بعدما تجاوبت مع تقاسيم الموسيقى المنبعثة من أغنية الراب للمغني العربي تامر نهار ..لكن المتعة لم تدم طويلا بل جلبت لها امتعاضا رهيبا وهي تشرح الكيان المتصهين إلى غاية قوله «ولكنني إذا ما جعت... آكل لحم مغتصبي... حذار حذار من جوعي... ومن غضبي... سجل أنا عربي».كان البعض يعتقد أن المتصهينة ريغيف قد تصمد على مجازر وفنون القتل والتجويع التي يتعرض لها أطفال الحجارة وأبناء القدس، بالتالي كلمات رجل ميت لا تهزها ولو قيد أنملة ..إلا أن قوة كلمات صاحب رائعة «اضرب عدوك لا مفر» المشهود لها .. أرعبتها وأثقلت فرائصها ولم تجد من مقاومة ذلك .. إلا الانسحاب أمام صوت ظل يحيا ويكبر، كما يكبر الألم بالتقادم.درويش شارع القضية الفلسطينية ورجل المقاومة ..ظل الكابوس الظاهر والخفي للغطرسة الاسرائلية في اليقظة وفي الإغفاءة في السر وفي العلن ...رفع لواء المقاومة وزلزل بقصائده شعوبا ومنح فلسطين هوية من ذهب.