ها نحن نعود بعد استراحة لم تكن بالطويلة، ولم تكن بالسهلة بعد عمل جاد استطعنا من خلاله الوصول إلى قلوب القراء والمبدعين، تقاسمنا معهم كل أنواع الإبداع والأفكار والرؤى واحترمنا فيها أيضا الاختلاف... هي فترة راحة استعدنا فيها أنفاسنا... المتقطعة... وحاولنا فيها قدر الإمكان التغلغل في الزخم الثقافي وملامسته...
ها نحن نعود من جديد لنحلم مع بعض... ونرسم أهازيج الإبداع في ربوع الوطن... ونساهم في بعث مشهدنا الثقافي بكل ما أوتينا من طاقات فكرية وأدبية وثقافية.
صحيح أن المشهد الثقافي الجزائري تزامنا مع الخريف الاجتماعي حتى وإن بدا محتشما، فهذا لا يعني إطلاقا أن النشاطات غير موجودة... بل أن الأمر يتعلق بترتيبات من شأنها إضفاء الصبغة الفعالية على أي فعالية مهما كان نوعها أو الجهة المسؤولة عن تنظيمها.
حاولنا من خلال تجربتنا وتجاوبا مع مرافقة النشاطات الثقافية المحلية والعربية ومن خلال ملامسة الوسط، فإنه حتما ستكون لنا مواعيد دائمة... مع مواضيع كنا قد تطرقنا إليها في أعدادنا السابقة... حيث يمكن العودة إليها بشكل أكثر تناولا وتوسعا... ولمَ لا مشاركة مساهمين وجمعيات وفعاليات وشخصيات وأسماء لها باعها في ميادين شتى من الحضور الثقافي وإثرائها، حتى يتسنى للجميع المشاركة والتعبير عن آرائهم.
إطلالتنا اليوم مع ملفنا الثقافي ستكون موزاييك، فيها الكتاب والرواية والنقد والحوار والمسابقة الأدبية وغيرها من المواضيع التي ارتأينا أن تكون فاتحة حب وبوح لأعدادنا الثقافية، في انتظار الاشتغال على خارطة ثقافية واضحة المعالم، ذات الصيت الوطني.
سنفسح لأقلام الوطن مساحة بوح يلتقون من خلالها مع نظرائهم في المشرق والمغرب ويكون الهدف النهوض بالإبداع الجزائري إلى أرقى المستويات والمحطات الهامة، وستكون الأعداد القادمة، فيصلا لترتيب بيتنا الثقافي وجعله مرجعا ومنارة تهتدي إليها الأقلام والأساتذة والطلبة.