عرفت الأمور التنظيمية لدى مختلف الأندية بعض التحسينات منذ سنوات من خلال دخولنا الاحتراف، أين أصبحت التعديلات مستمرة للوصول إلى أسلوب يمنح النادي واللاعب بيئة أو محيط مناسب .. لكن للأسف الشديد تبقى بعض الممارسات بعيدة كل البعد على المسار الاحترافي الذي نتمناه، ونخص بالذكر عدم استقرار الطواقم الفنية أو بالأحرى المدربين.
فكل موسم يتم تحطيم الرقم القياسي للإقالات أم الاستقالات بوتيرة سريعة جدا للمدربين الذين في غالب الأحيان يجدون أنفسهم في وضعيات غير مناسبة للاستمرار في العمل وتجسيد المشروع التقني الذي قدموا من أجله.
والأدهى من ذلك أن «صبر» المسيرين لم يعد يتعدى في بعض الأحيان مباراة واحدة أم اثنين في الوقت الذي يكون من الأجدر ترك المدرب على الأقل لنصف موسم.
فمباشرة بعد تسجيل نتيجة سلبية يبدأ الضغط على المدرب الذي في حالة عدم ايجاده للحلول في المباراة القادمة سوف يضطر للمغادرة، التي لا تكون في غالب الأحيان الحل الأمثل للوصول إلى نتائج كبيرة.
ومن خلال الأصداء الواردة من العديد من الأندية، فإنها تصبّ كلها في خانة أن النتائج هي التي تحدّد مسار مدرب مهما كانت درجة كفاءته، خاصة في ظلّ عدم وضوح الهدف الفني للفريق من خلال اعتماده على مدرب ما.
وفي هذا المقام نسمع قبل انطلاق الموسم أن تقريبا كل الأندية تلعب من أجل الفوز بلقب البطولة أو التأهل لمنافسة دولية، بالرغم من وجود فارق كبير بين الأندية في تعدادها وكذا إمكانياتها المالية.
وإذا كان المسيرون يضعون مثل هذه الحسابات والأهداف من خلال طموحهم الكبير، فإن سبب الوضعيات الصعبة قد يكون من خلال قبول بعض المدربين لـ «تحديات» قد تكون صعبة التحقيق وتسير بهم إلى نتائج سلبية وضغط الأنصار ومحيط النادي .. مما يعجل في رحيل المدرب ودخول النادي في دوامة.
وبالتالي، فإن الرؤية الواضحة بأهداف فنية محددة على مراحل هي التي قد تكون الحل لإعطاء محيط مناسب للاعبينا لكي يتطوروا أكثر .. كون البحث عن النتيجة الآنية في كل الأحوال لا يكون في صالح «الهدف التقني».