حميد ناصر خوجة... فقيد الكلمة الراقية

بقلم: أسامة إفراح
18 سبتمبر 2016

رحل حميد ناصر خوجة... رحل وهو مايزال قادرا على العطاء... نشاطه في عالم الدراسات الجامعية والبحث العلمي لم يمنعه من التخلي عن الأكسجين الذي كان يتنفسه: الثقافة والإبداع... ناصر خوجة من رجالات الحرف الجزائري، الذي قفز فوق الاعتبارات الإيديولوجية والسياسوية التي خاض ويخوض فيها البعض، فرغم أنه كتب بالحرف الأجنبي، إلا أنه صنع الإجماع حول نزاهته وتفرّده كباحث ومبدع.
كانت الثقافة هاجسا يسكن ضمير حميد ناصر خوجة، وحتى المرض لم يثنه عن اهتماماته الأدبية... عُرف عنه طيبته ودماثة أخلاقه وكان معلما يعتمد عليه.
أذكر كيف كنت أرى في أعين الناس تلك الشرارة وذلك التلألؤ حينما يستشهدون في قضية من القضايا ببحث أو كتاب أو دراسة لحميد ناصر خوجة... وكأني بهم يعرفون بأنه مرجعية قلّما عرفت التشكيك أو الارتياب.
ناصر خوجة فقيد الجامعة والثقافة معا، برحيله نكون قد فقدنا واحدا من ألمع الأمثلة على العلاقة الوطيدة بين هذين الإثنين، الجامعة كمنبر للعلم، والثقافة كرافد للهوية والإبداع والحضارة الإنسانية... سيفتقده كلّ من عرفه، ولكنني أعتقد جازما أنّ من قرأ له، حتى وإن لم يعرفه، سيفتقده أكثر...
هي ذي الكتابة، تخلق بين الناس روابط تكون في بعض الأحيان أقوى من روابط الدم والنسب... رحم الله فقيد الجزائر حميد ناصر خوجة.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024